القائمة إغلاق

طالبان: بين الانتصار بالرعب ومخطط الأمريكان (1)

بقلم: أ. سيد فرج

الأستاذ سيد فرج

مراكز الأبحاث الدولية، ووسائل الإعلام العالمية والمحلية، ورؤساء دول سواء عظمى أو متخلفة، وقيادات أمنية وعسكرية، صحفيون ومحللون سياسيون، في الشرق والغرب  يتسآلون…؟ يتهامسون… يتعجبون! يدرسون… لكي يحصلوا على إجابة السؤالين الأهمين على مستوى العالم وهما :

  1. كيف استولت طالبان على أفغانستان وكيف دخلت كابل بهذه السرعة وبلاخسائر أو مقاومة تذكر؟؟
  2. وماهو حقيقة مخطط الأمريكان وهل فشل مخططهم أم ماذا ؟؟

وللإجابة على هذا السؤال الأول تم تقديم الإجابات التالية :

_ أن الرئيس أشرف غني كان متفقا مع طالبان.

_ أن وزير الدفاع الأفغاني كان مرتبا الأمور مع طالبان.

_ أن الأمريكان هم الذين أمروا الرئيس أشرف غني والجيش الأفغاني بترك كابل. 

وإجابات أخرى قريبة من ذلك ولكن الحقيقة أن هذه الإجابات لا يصدقها الواقع المرئي والمسموع، والتاريخ القريب الذي يبن علاقة الرئيس والأمريكان بطالبان .

ولكن الإجابة الصحيحة والواقعية هي:

” أن طالبان انتصرت بالرعب “

نعم انتصرت بالرعب، وليتعجب من يتعجب!!!! ولا عجب عندي في ذلك، فانتصار الذين يقاومون المحتل وانصاره، يمكن أن ينصرهم الله بالرعب .

والذي يؤيد وجهة النظر هذه مايلي:

ففي خلال أسابيع، استولت على جميع ولايات ومدن أفغانستان، دون خسائر تذكر، ثم دخلت كابل العاصمة الحصينة لمن يعرفها دون إطلاق رصاصة واحدة، في ساعات، بل دقائق من وصول قوات طالبان، بل استولت على كابول وتسلمتها، قبل أن تكتمل قوة طالبان المقرر لها حصار كابول ودخولها بعد قتال ضاري قد يستمر أيام أو أسابيع أو شهور، فهذا ليس له إلا تفسير واحد وهو الرعب الذي تملك في السلطة الحاكمة في كابل  وفروعها في باقي البلاد وقواتها وأنصارها، فهربوا لايلوون على شيئ .

السؤال الثاني وهو :

ماهو مخطط الأمريكان عقب انسحابهم وهل فشل؟

وللإجابة نقول:

إن الأمريكان لم يحتلوا أفغانستان لكي ينشروا الديمقراطية، ولا للحفاظ على حقوق المرأة، ولا من أجل الحفاظ على الأقليات العرقية، فكل هذه أكاذيب يعلمها كل المهتمون بالشأن السياسي، فالأمريكان لا تعنيهم الديمقراطية إلا في بلادهم، ويستخدمونها لابتزاز الحكام خارج أمريكا لتحقيق مصالحهم، ولكنهم يريدون أن يمنعون طالبان من استضافة أي جماعات إرهابية تهدد مصالح أمريكا في أي مكان من العالم، كما يرغبون ألا تتحول أفغانستان إلى دولة تحكم بالشريعة الاسلامية كي لا تكون مثالا يحتذى به في دول العالم الاسلامي، لذلك عندما فشلت في احتلال أفغانستان، قررت الخروج بشرطين هما:

الأول: أن تترك وراءها بلد محطم تدور فيه حرب أهلية بين طالبان الحركة القوية ومناصروها من جهة والجيش الأفغاني ومناصروه من جهة أخرى .

(لذلك أنشأت جيش كبير أنفقت عليه المليارات ومدجج بأحدث الأسلحة)

الثاني: أن لم تستطع هزيمة طالبان والزج بالأفغان في حرب أهلية فيتم تشكيل حكومة موسعة تكون طالبان فيها أقلية لا تملك حق تطبيق الشريعة الاسلامية وبعدها تفقد طالبان قوتها وقدرتها ثم تتلاشى وتتحول إلى حركة سياسية .

(لذلك كانت تصر على استمرار مفاوضات الدوحة لتشكيل حكومة وطنية تشارك فيها طالبان)

ولكن أمريكا تريد والله يفعل مايريد، فكان مالم يكن في حسبان أمريكا ولا حكومة أفغانستان ولا حتى في حسبان طالبان، أن ينصر الله حركة طالبان بالرعب، وتتساقط الولايات الأفغانية الواحدة تلو الأخرى بما فيهم كابل .

وبهذا النصر الرباني، الذي نصر به -على غير توقع- شعبا قاوم الاحتلال وأخذ بما يستطيع من أسباب، انتهى والحمد لله مخطط الاحتراب الأهلي في أفغانستان، وكذلك انتهى مخطط إقصاء طالبان عن الحكم .

وبدأ سيناريو بناء أفغانستان الجديدة بقيادة جديدة، تجعل من أفغانستان وطنا يسع جميع مكوناته لاظلم فيه ولا احتراب يسوده العدل والأمن ويحمل الخير لجميع جيرانه ويكون مثالا لدول وشعوب العالم .

( هذا ما أتمناه لأفغانستان ولمصرنا ولكل دول العالم الاسلامي )

التعليقات

موضوعات ذات صلة