الجماعة الإسلامية
أصدرت الخارجية الأمريكية أمس بيانا رسميا أوضحت فيه أنها قامت بالفعل برفع اسم “الجماعة الإسلامية” من قائمتها السوداء للجماعات والتنظيمات التي تصنفها الولايات المتحدة كجماعات وتنظيمات إرهابية.

وكانت الولايات المتحدة قد قامت بإدراج الجماعة الإسلامية بهذه القائمة في أغسطس 1997، وذلك بعد شهر من إعلان الجماعة عن مبادرتها بوقف الأعمال المسلحة.
وبإصدار الجماعة لمبادرتها كانت قد طوت صفحة “العمل المسلح” من تاريخها، واستطاعت الجماعة أن تبني مصداقية لا يمكن التشكيك فيها من خلال التزامها وجميع المنضوين تحت لوائها باعتماد الوسائل السلمية في عملها الدعوي والاجتماعي والسياسي منذ العام 1997 وحتى يومنا هذا.
ولم تكتف الجماعة الإسلامية بجعل النهج السلمي هو نهجها العملي ولكن قام قيادات الجماعة الإسلامية بإصدار سلسلة من الأبحاث الشرعية التي تؤصل لهذا المنهج بالأدلة الشرعية الصحيحة، بما يغلق الباب تماما لما روج له البعض من كون هذه التحول هو مجرد تحول “مؤقت” أو “مناورة” تقوم بها الجماعة الإسلامية.
وقد حرصت الجماعة الإسلامية على تأسيس حزب سياسي رسمي هو حزب البناء والتنمية بمجرد أن سنحت الظروف بذلك بعد قيام ثورة يناير 2011، وبعد سنوات طويلة من المنع والحظر الذي كانت تمارسه الأنظمة السابقة للحيلولة دون أن يكون لقطاع كبير من الشعب المصري صوت سياسي يمثله، ذاك القطاع الذي ارتضى بأن تكون الشريعة الإسلامية هي مرجعيته الأولى، فجُعِلَ ذلك سببا لحرمانه من حقه الدستوري والقانوني لعقود طويلة، ولو أن هذا القطاع قد مُنِحَ حقه مبكرا لجنب ذلك البلاد والعباد ويلات كثيرة.
وبالعودة للقرار الأمريكي الأخير، فكما جاء في بيان وزارة الخارجية أن رفع اسم “الجماعة الإسلامية” من القائمة السوداء بالإضافة إلى أربع كيانات أخرى، يأتي إعمالا للقانون الأمريكي والذي يقضي بمراجعة هذه القائمة كل خمس سنوات، وإعادة تقييم التنظيمات الموضوعة بها، مع رفع تلك التي قد توقف نشاطها أو ثَبُثَ بعدها التام عن أية أعمال قد توصف بالإرهابية أو المسلحة.
والمكتب الإعلامي للجماعة الإسلامية ينتهز فرصة صدور هذا القرار الصحيح والهام للتأكيد على أن نهج الجماعة الإسلامية السلمي واضح وثابت، لا يحتاج ولا ينتظر صدور قرارات من الولايات المتحدة أو غيرها لإثباته والتأكيد عليه وإبرازه للجميع. فمواقف الجماعة الإسلامية هي أقوى دليل على ثبوت ورسوخ هذا النهج. كما تؤكد الجماعة الإسلامية على أنها ستستمر دوما في سعيها من أجل المساهمة في رفعة وطنها الغالي “مصر” واستقراره.