بقلم: الدكتور عبد الآخر حماد
«إنني مطالب أمام عقيدتي وأمام ضميري أن أدفع الظلم والجبروت، وأرد الشبه والضلالات، وأكشف الزيف والانحراف، وأفضح الظالمين على أعين الناس، وإن كلفني ذلك حياتي وما أملك».
* * *
كلمات مضيئات لا تزال محفورة في الذاكرة، منذ سمعناها ووعيناها من شيخنا الدكتورعمر عبد الرحمنمنذ أكثر من عشرين عاماً، وأشهد أنا ما رأينا منه خلال هذه السنين الطوال إلا مزيداً من الثبات على الحق، ومزيداً من الترجمة العملية لما تحويه تلك الكلمات من معاني التضحية والصبر على الأذى في سبيل الله.
ولعل في محنته في سجون الأمريكان – والتي مضى عليها الآن قرابة السنوات العشر – خير دليل على ما نقول…
فلقد امتحن الشيخ على يد هؤلاء المجرمين بما لم يمتحن به سواه، فلفقت له التهم الباطلة، ودُس عليه من بني جلدته من يحاول توريطه في قضية هي من إعداد المباحث الفيدرالية الأمريكية، انتهت بالحكم عليه من قبل قاضٍ يهودي مجرم؛ بالسجن مدى الحياة، استناداً لقانون قديم لم يطبق منذ الحرب الأهلية الأمريكية.
هذا كله بالرغم من أنه كان من بين الأشرطة السمعية التي زعموا أنها أدلة إدانة للشيخ، كان من بينها شريط قُدِّم للمحكمة بطريق الخطأ، وهو يحوي مكالمة هاتفية بين ضابط من المباحث الفيدرالية وبين العميل المصري المدعوعماد سالم، وفيه يشرح الضابط لذلك العميل كيف يمكنه الإيقاع بالشيخ وتوريطه في القضية، وأن عليه أن يحاول استدراجه للحصول منه على أقوال يمكن أن تعد جرائم يعاقب عليها القانون.
وقد كان هذا الشريط وحده كافياً في نسف كل التهم الموجهة للشيخ، على أساس أن القانون الأمريكي يمنع من استدراج شخص لإيقاعه في خطأ يحاسب عليه39القانون، ولكن الحقد اليهودي الصليبي أبى إلا أن يتجلى في أبشع صوره وأسوأ مظاهره.
بل إن هيئة المحلفين قد برأت الشيخ من قضية محاولة تفجير «مركز التجارة العالمي»، ومن كل التهم المنسوبة إليه، باستثناء تهمتي التحريض على اغتيال الرئيس المصري أثناء زيارة كانت مقررة وقت ذاك إلىنيويورك، والتحريض على قتال الجيش الأمريكي، والشكوك تحيط من كل جانب باعتبار الأقوال المنسوبة للشيخ تحريضاً بالمعنى القانوني.
لكنا إذا افترضنا جدلاً أن هذا التحريض قد وقع فعلاً، فإن من المقطوع به أن الرئيس المصري لم يزرنيويوركفي تلك الفترة، كما أنه لم تحدث أي هجمات ضد الجيش الأمريكي، بل لم يتم الشروع في أي من «الجريمتين» المزعومتين، فهل تكون عقوبة التحريض على جريمة لم تتم، بل لم يشرع فيها، هي السجن مدى الحياة، مع الحرمان من حق المتهم في الإفراج عنه بعد مضي نصف المدة إذا كان حسن السير والسلوك، وهو الحق المقرر في القانون الأمريكي وغيره من القوانين المعاصرة؟!
وقد كانت آخر معلوماتنا عن الشيخ – قبل أن تنقطع أخباره منذ شهور – أنه لا يزال في الحبس الانفرادي، وهو الشيخ الضرير، الذي يعاني من أمراض السكر وارتفاع ضغط الدم… وغير ذلك، كما سمعنا أنه فقد الإحساس بأنامله، وتدهورت حالته الصحية كثيراً، حتى قال من سُمح له بزيارته منذ أكثر من عام؛ إن من يراه يظنه في التسعين من عمره لا في الثانية والستين، وقد تعرض للضرب والإهانة أكثر من مرة، وأخيراً أعلنت محاميته منذ عدة أشهر؛ أنه ليس موجوداً في سجنه، ولسنا ندري ماذا فعل به هؤلاء المجرمون.
وإذا كانت نصرة الشيخ واجباً قصر فيه أكثر المسلمين، فقد رأيت أن أقل ما ينبغي علينا القيام به الحديث عن بعض ما وعيناه عنه من الدروس، وما سمعناه أو شهدناه من مواقفه التي كانت مثالاً يحتذى في الصبر والثبات، لعل ذلك يُعرِّفُ به من لم يعرفه، أومن سمع به ولم يعلم عنه إلا ما تردده أجهزة الإعلام المضللة، التي لا40تزال تصم الشيخ وأمثاله بأنهم «متطرفون»، «إرهابيون»، «أصوليون»… إلى آخر تلك القائمة التي لا تنتهي.
والحق أن جهاد الشيخ وصدعه بالحق بدأ في وقت مبكر من حياته، وقبل عدة سنوات من اتهامه في قضيتي مقتلالساداتوالقضية التي سميت بـ«قضية الجهاد»، عام 1981، وهما القضيتان اللتان ارتبط اسمه بهما، واشتهر إعلامياً من خلالهما.
فالذين يعرفون الشيخ عن قرب، يعلمون أنه كان صادعاً بالحق منذ توليه الخطابة بمساجد وزارة الأوقاف قبل تخرجه من كلية أصول الدين، بدءاً من العام 1964م، وأنه لأجل ذلك كان يستدعى للتحقيق من قبل الأجهزة الأمنية، بل أحيل للاستيداع عام 1969م، ثم أعيد ولكن إلى عمل إداري لا يحتك فيه بالجماهير، ثم اعتقل في أكتوبر عام 1970م بعد إفتائه بأنه لا تجوز صلاة الجنازة علىجمال عبد الناصر.
وفي العام 1974 أرادت زوجة الرئيس السابق – السادات – تمرير قانون جديد للأحوال الشخصية يمنع تعدد الزوجات، ويمنع الطلاق إلا على يد القاضي، ووقف الغيورون ضد هذا القانون المخالف لشرع الله، وكان شيخنا واحداً من هؤلاء الغيورين، وقد كان حينئذ مدرساً بكلية أصول الدين بأسيوط، فقاد مسيرة من طلاب فرع جامعة الأزهر بأسيوط، التقت مع مسيرة أخرى لطلاب جامعة أسيوط عند مبنى المحافظة، وهناك سلم الدكتورعمرإلى محافظأسيوطوثيقة احتجاجية باسم الجامعتين تعترض على هذا القانون الخبيث، وتطالب بمنع إقراره.
ثم سافر الشيخ إلى أرض الحرمين في إعارة لإحدى الجامعات السعودية، ولكنه قطع إعارته وعاد لمصرفي عام 1980م لما أرادوا التضييق عليه ومنعه من الدعوة والخطابة.
ثم جاءت أحداث عام 1981 فيمصر، وسُجن الشيخ وقدم للمحاكمة مرتين كما أسلفنا، وقد برئ في كلتا القضيتين بعد ما ذاق التعذيب ألواناً، لكنه تلقاه41بصبر المؤمن وثبات الواثق، وكان كثيراً ما يردد أثناء تعذيبه: (ذق أيها الجسد الفاني… ذق).
وحين كان يسأله بعض زبانية التعذيب؛ ماذا كنت تقول بالخارج؟ كان يجيب في غير خوف ولا تردد: (كنت أقول الحق ولو كان مراً).
ولا زالت كلماته القوية في مرافعته أمام محكمة أمن الدولة ماثلة في أذهان من عاصروها…
· من مثل قوله مخاطباً قاضيه: (أيها القاضي المستشار؛ حق الله ألزم من حق رئيس الجمهورية، الله يمنعك من الحكومة، والحكومة لا تمنعك من الله).
· وقوله: (إنني مسلم أحيا لديني وأموت في سبيله، ولا يمكن بحال أن أسكت والإسلام يحارب في كل مكان، أو أن أهدأ وأمواج الشرك والضلالة تتلاطم وتغمر كل اتجاه، كظلمات في بحر لجي يغشه موج من فوقه موج من فوقه سحاب.
(أنا لا يرهبني السجن ولا الإعدام، ولا أفرح بالعفو أو البراءة، ولا أحزن حين يحكم علي بالقتل؛ فهي شهادة في سبيل الله، وعندئذ أقول؛ فزت وربِّ الكعبة، وعندئذ أقول أيضاً:
ولست أبالي حين أقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي
كما كان موقف الشيخ واضحاً في مرافعته من أنظمة الحكم المخالفة لشرع الله تعالى، وفقدانها للشرعية بسبب امتناعها عن تطبيق شرع الله، حتى كان محاموه يشفقون عليه من أن تتخذ أقواله تلك دليل إدانة ضده، فكانوا يتدخلون ليقولوا للمحكمة؛ إنه لا يقول هذا الكلام بصفته متهماً في القضية، وإنما بصفته واحداً من علماء المسلمين.
وإذا كانت مواقفه في وجه الظلم والظالمين قد اتسمت بهذا القدر الذي أشرنا إليه من القوة والصلابة، فإن مواقفه مع إخوانه وتلاميذه كانت تتسم بحنو الوالد، وحرص الأستاذ والمعلم على محبيه ومريديه، فكان دائم المواساة لهم والتسرية عنهم.
ولقد روى الأخ الشيخعبود الزمرفي حوار صحافي معه؛ أنه لما حكم عليه42بالسجن حزن حزناً شديداً، إذ كان يريد أن يلقى الله شهيداً، وظل في حزنه إلى أن جاءته كلمات الشيخ حفظه الله: (لقد بعتم أنفسكم لله ورضيتم بالجنة ثمناً لها، وهو سبحانه صاحب الحق في أن يضع السلعة التي اشتراها حيث شاء، وما عليكم إلا التسليم والرضا؛ لأنها بالبيع خرجت عن ملككم، فإن شاء ابتلاكم بالسجن، وإن شاء رزقكم الشهادة، وليس لكم أن تشترطوا فتقولوا؛ نريد شهادة ولا نريد سجناً).
كما كان الشيخ – ولا يزال – حاملاً هم الإسلام والمسلمين، شديد الحزن والتأثر لما آلت إليه أحوال الأمة من ضعف وذلة، حتى إنه استمع إبان محاكمته في قضية اغتيالالساداتإلى الشباب وهم ينشدون:
ملكنا هذه الدنيا قرونا وأخضعها جدود خالدونا
فلما بلغوا قول الشاعر:
ترى هل يرجع الماضي فإني أتوق لذلك الماضي حنينا
فوجئوا بدموع الشيخ تنهال على لحيته، ورأوه يبكي – وهو الذي تحمل كل صنوف التعذيب فلم تخنه عبراته – رأوه يبكي حنيناً وشوقاً لمجد تعب في تحصيله الأجداد فأضاعه الأحفاد.
وفي فترة سجنه التي استمرت ثلاث سنوات، ضرب الشيخ أروع الأمثلة في الصبر والثبات، مستعيناً على ذلك بأنواع الطاعات من الصيام والقيام وغير ذلك، وقد كان يداوم على قيام الليل بجزء كامل كل ليلة، حتى أن بعض إخوانه كانوا يتعبون من متابعتهم له، بل كان البعض يتهرب من الصلاة خلفه، هذا وهو يومها كهل مصاب بعدة أمراض، وهم شباب في العشرينيات من أعمارهم.
وما إن منَّ الله عليه بالخروج من السجن في أواخر عام 1984م، حتى عاد الشيخ مرةً أخرى لممارسة دوره في الدعوة والصدع بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحاول الطغاة إغراءه؛ فعرضوا عليه أن يولوه الخطابة في مسجد كبير بمدينةالفيومالتي كان يقيم فيها، وكان هدفهم من ذلك تحجيمه وعدم توسيع43نطاق دعوته، وقد فهم الشيخ ذلك فرفض ذلك العرض، مفضلاً أن يكون داعية حراً يجوب البلاد صادعاً بالحق، متحملاً في سبيل ذلك أي مشقة وابتلاء.
ثم تولى اللواءزكي بدروزارة الداخلية في فبراير 1986، وبدأت مرحلة جديدة كانت سياسة النظام فيها الاعتقالات المتكررة والضرب في سويداء القلب، كما كان يكرر ذلك الوزير الهالك – عليه من الله ما يستحقه –
وقد كانت البداية هي قيام أحد مخبري أمن الدولة بقتل أخ يدعىشعبان راشد، وهو يهم بإلصاق إعلان عن محاضرة للشيخ بمدينةأسيوط، وثارت ثائرة الشباب، رغبة في الانتقام من هذا المجرم الأثيم، ولكن الشيخ من منطلق حرصه على أبنائه – ولم يكن قد مضى وقتها على خروجهم من السجون إلا عام وبضعة أشهر – رأى أنه لا يصح التورط في أي عمل يجر الشباب إلى معركة غير متكافئة مع نظام طاغوتي ظالم، بل إن الشيخ قد ذكر – في مؤتمر حاشد عقد بتلك المناسبة – أنه علم أن الشباب ينوون الخروج عقب المؤتمر بمسيرة حاشدة تجوب أرجاء المدينة، وناشدهم أن لا يفعلوا ذلك وأن ينصرفوا في هدوء، حتى لا يتخذ ذلك ذريعة لتدخل أمني غاشم.
ولم يكن هذا التصرف من الشيخ إلا تغليباً لمصلحة الإسلام والمسلمين، لا رغبة في إرضاء حاكم أو تملق ذي سلطان، ولذا فإنه لما جاءه بعد المؤتمر مجموعة من رجال الأزهر مبعوثين من قِبَل محافظأسيوط، الذي قال – بحسب روايتهم – ؛ إنه يريد شكر الشيخ على منعه الشباب من القيام بتلك المسيرة، حيث حمى بذلك البلد من شر كبير، وقالوا له: (إن المحافظ يريد أن يقابلك ليشكرك بنفسه).
أقول: إنه لما حدث ذلك فإن الشيخ المجاهد العازف عن متاع الدنيا، المستعلي بدينه على أصحاب الكراسي والمناصب رفض هذا العرض بكل شدة، ولما رأوا إصراره عرض شيخ المعهد الديني بأسيوطأن يتم لقاؤه بالمحافظ في بيته هو – أي بيت شيخ المعهد – لكن الشيخ أصر على رفضه، وحدثهم بما لا يعرفونه عن هذا المحافظ، وأنه كان من قبل مسؤولاً أمنياً كبيراً في مدينةبورسعيد، وكان يقوم بنفسه بتعذيب الشباب44المسلمين هناك، حتى إنه ضرب أحدهم على خصيتيه ضرباً شديداً، وقال الشيخ لهم؛ إنه لا يمكنه أن يصافح يداً يعلم أنها أوقعت أذى بفرد من المسلمين.
واستمر الشيخ في دعوته متحملاً ما يلقاه في ذلك من التضييق والاعتقال، ثم فُرض عليه حصار ظالم، مُنع بمقتضاه من الخروج من إطار مدينةالفيوموما حولها، ولكن ذلك لم يمنعه من مواصلة دعوته، فكان يتحرك داعياً إلى الله في تلك المنطقة، كما كان يسجل بعض الأشرطة ويرسلها لإخوانه في المناطق الأخرى.
بل كان أحياناً يخاطر بخرق هذا الحصار، ويقوم من أجل ذلك بأنواع من المغامرات التي يتخوف من القيام بها المبصرون، كأن يترك زيه الأزهري إلى أحد إخوانه يلبسه حتى يظن رجال الأمن أنه الشيخ، ثم يخرج هو في لباس آخر وسط مجموعة من الشباب، ثم يتحمل مخاطر السفر والانتقال، وما عسى أن يكون في طريقه من الدوريات ونقاط التفتيش الأمنية.
ثم فرضوا عليه الإقامة الجبرية، فمنعوه من الخروج من منزله، إلا إلى المسجد القريب للصلاة مأموماً فيه، ثم منعوا ذلك أيضاً.
وفي تلك الفترة أرسل أكبر ولدين له إلى ساحة الجهاد فيأفغانستان، وقد كانا في مقتبل العمر، لا يزيد عمر أكبرهما عن ستة عشر عاماً، هذا مع حاجته وحاجة الأسرة إليهما، إذ كان بقية أولاده لا يزالون أطفالاً صغاراً.
ثم سمح له بالخروج منمصر، فخرج مهاجراً في سبيل الله، مكملاً مسيرته في الدعوة والجهاد، إلى أن استقر به المقام في بلاد يزعم أهلها أنها زعيمة العالم الحر، وأنها الراعية لحقوق الإنسان، وفيها نسجت خيوط المؤامرة السالفة الذكر من حوله.
ومن الأسف؛ أن قضية الشيخ لم تأخذ حقها عند إخوانه من العلماء والدعاة وقادة الحركات الإسلامية، فلقد رأينا تجاهل أكثرهم لمحنة الشيخ، وهم الذين نظن أنه لا يغيب عنهم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بفك الأسير، كما فيصحيح البخاريمن حديثأبي موسىمرفوعاً: (أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني)، قالسفيان: والعاني الأسير [أخرجهالبخاري، 373، وأبو داود: 3105]،45وقد أجمع أهل العلم على وجوب فك أسارى المسلمين، حتى قال بعض أهل العلم: (لو أسرت امرأة بالمشرق، ولم يستطع أهل المشرق فك أسرها، وجب على أهل المغرب العمل على فك أسرها)، فكيف بعالم من علماء المسلمين؟
ولست أدعي العصمة للشيخ، ولمن شاء من أهل العلم والدعوة أن يخالفه في بعض ما ذهب إليه، بيد أنا كنا نود أن لا يكون الخلاف في بعض المسائل مانعاً من القيام بما أوجبه الشرع من نصرة المسلم لأخيه المسلم، لكن الواقع كان مع الأسف خلاف ما نتمنى.
· بل قد رأينا من المنسوبين للعلم والدعوة من يصم الشيخ ظلماً وعدواناً؛ بأنه خارجي تكفيري.
· ورأينا من يخاف من مجرد أن يجري اسم الشيخ على لسانه.
· ورأينا من لا يرغب في أن يذكر اسم الشيخ في مجلس هو فيه.
وأذكر أنه عقد في مدينةالخرطومبعد اعتقال الشيخ فيأمريكامؤتمر حضره الكثيرون من ممثلي الحركات الإسلامية، وقد حدثني أحد من حضروا ذلك المؤتمر؛ أن المؤتمرين قد وجهوا التحية في بيانهم الختامي لكثير من الدعاة المضطهدين في بعض البلاد العربية، وتناسوا قضية الشيخ بالكلية، وهذا ما حدا بأحد الحاضرين أن يكتب ورقة للمشرف على الجلسة يقول له فيها: (ألا يستحق الشيخعمر عبد الرحمنالمسجون فيأمريكاتحية مثل هؤلاء الذين ذكرتم؟!)، ولم يجب مدير الجلسة على السؤال، ولم يقرأه على الحاضرين، بل ألقى بالورقة جانباً، وكأن ما بها لا يعنيه في شيء.
ففي سبيل الله ما لقيت وما تلقى أيها الشيخ الجليل، وإلى الله نشكو ضعف قوتنا، وقلة حيلتنا، مع اعترافنا بالتقصير في نصرتك والقيام بالواجب نحوك، وعند الله تعالى نحتسب ما تعاني من تجاهل قضيتك حتى ممن كانوا يوماً من أقرب الناس إليك:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند
عمر عبد الرحمن… الأسير المنسي

التعليقات