إن المتابع للأحداث التى تجري فى الموصل ومن قبل حلب السورية لينتهي إلى نتيجة واحدة هى أننا بصدد مخطط كبير قد دُبر بليلٍ بهيم فى ظل غفلة طويلة لأهل السنة عن المخططات التى جرت حياكتها من أجل إحياء المجد الفارسى والذى تبدى من قبل فى صورة الدولة الصفوية التي كانت إحدى أهم وأخطر معاول الهدم والتدمير فى جسد الأمة الإسلامية الغافلة والنائمة حتى أذنيها! وها هو الخطر يعود أدراجه من جديد محاطاً بنفس الأجواء التى ساعدت المجوس فى السابق ثم عادت بنفس الوجه الكئيب مرة أخرى فى محيطنا العربي والاسلامي .
فى هذا السياق كان هذا الحوار الهام الذي أجراه موقع البوابة الرسمية للجماعة الإسلامية مع فضيلة الدكتورعبدالآخر حماد رئيس الهيئة الشرعية للجماعة الإسلامية
س: بداية كيف ترى ما يجري على أرض الموصل العراقية من قتل وخراب وتدمير؟
ج. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فإن كل من له متابعة جيدة لما يحدث في بلاد العراق لا يحتاج إلى كبير عناء ليعرف أن ما يجري في الموصل ما هو إلا عدوان سافر على أهل السنة والجماعة اجتمعت فيها عداوة الغرب الصليبي مع الحقد الشيعي الرافضي ، تحت ستار ما يسمى بالتحالف الدولي ضد تنظيم داعش ، وهو تحالف تقوده كما نعلم أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين وتسهم فيه إيران والميليشيات التابعة لها بنصيب وافر ، بل حتى قوات الجيش العراقي المشاركة في هذه الحرب ، قد ذكرت بعض التقاريرأن ثمانين بالمائة منها هم من المليشيات الإيرانية، فليس هدف تلك الحرب تحرير الموصل من قبضة تنظيم الدولة كما يزعمون ، فإن المتواجدين في الموصل من مقاتلي داعش لا يزيدون على بضعة آلاف سيسمح لهم بالفرار إلى سورية ، ويتركون أهالي الموصل يلقون مصيرهم ، وقد قال زعيم مليشيا العصائب، وهي إحدى فصائل ما يسمى بالحشد في كلمة له بمحافظة بابل : ( إن معركة الموصل وتحريرها من قبضة داعش بمثابة الانتقام والثأر من قتلة الحسين، لأنّ هؤلاء الأحفاد من أولئك الأجداد ) ، وهذا يبين بوضوح الوجه الطائفي القبيح لتلك الحرب .
س: وهل تعتبر ما وصل إليه حال المنطقة العربية والإسلامية بمثابة الضوء الأخضر لهم على ما يقومون به ؟!
ج. لا شك أن ما وصل إليه حال العرب والمسلمين من الفرقة والتشرذم هو مما شجع تلك القوى للتحرك في اتجاه استئصال شأفة أهل السنة ، لاسيما بعد ما حدث من انتكاسات لثورات الربيع العربي ، وانشغال كثير من الأنظمة العربية بأمورها الداخلية ، وللأسف فإن بعض الحكومات العربية صارت تنظر فقط تحت قدميها محاولة المحافظة على أنظمتها فقط ، متناسية الخطر الشيعى الرافضي المتمدد فى المنطقة من لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى اليمن إلى غير ذلك ، كما أني لا أنسى أن أذكر من أسباب ذلك تلك التصرفات الخرقاء التي تقع من بعض المنتسبين للتيار الجهادي في سوريا والعراق ، من إسراف في القتل وسفك الدماء والغلو في التكفير ، وهو ما أثر في إضعاف المقاومة الحقيقية ،وفى إعطاء القوى الغربية مع الحكومة العراقية المدعومة علناً من إيران ما يبرر ما يدعونه من أنهم يحاربون الإرهاب .
س: ولماذا استبدل الغرب خريطته واتجاهه صوب إيران متجاهلاً أو متناسياً الشراكة بينه وبين الأنظمة العربية؟
ج : لو راجعنا بعض فقرات آخر خطاب للرئيس الأمريكي أوباما الذي سمي بخطاب الوداع فسنكتشف بسهولة أن الإدارة الأمريكية صارت ترى في النظام الإيراني حليفاً لها بينما تتوجس خيفة من البلاد ذات الأغلبية السنية بغض النظر عن توجهات حكومات تلك الدول ، ففي الخطاب المشار إليه يقول أوباما معدداً إنجازاته في المنطقة العربية : ( لقد سمحنا لحلفائنا الشيعة باستباحة سوريا وإغراقها بالدم فلا مصلحة لنا في انتصار ثورة تهدد الشعب اليهودي وتعزز نفوذ الإسلام المتشدد ) كما يقول في نفس الخطاب : ( كما قررنا إنهاء الخلاف مع إيران بعد أن اكتشفنا أنها ليست مسلمة كما كان يشاع وأن التعاون معها لكبح الإسلام السني أكثر أهمية من الخلاف حول برنامجها النووي ، وبالفعل نحينا الخلافات واتفقنا على وضع الشعوب العربية تحت السيطرة ) .
س: أخيراً هل من كلمة توجهها فى نهاية حديثك ؟
ج.. أود أن أقول لأهلنا فى الموصل وحلب عذراً لتقصيرناً معكم فوالله إننا لنتألم لما يجري معكم ونشعر بالخزي والعار لما يحدث معكم والعجز يغلفنا ولا نملك لكم إلا الدعاء فالله أسأل أن يفرج عنكم وأن ينتقم من أولئك الظالمين المجرمين وأن ينصر دينه وكتابه وعباده المؤمنين ، كما أتوجه إلى ذوي السلطان في بلاد المسلمين داعياً إياهم إلى الرجوع إلى الله تعالى وتحكيم شريعته ،وأن يقوموا بواجبهم في نصرة المستضعفين في سائر بلاد المسلمين ، كما أدعو القائمين على الإعلام العربي إلى التوبة إلى الله عز وجل والكف عن إثارة الشهوات والنعرات الباطلة ، والعمل على نقل الحقائق كما هي دون كذب ولا تزييف .