القائمة إغلاق

صفات حامل الرسالة

صفات حامل الرسالة

مقدمة­­­­­

الحمد لله نور السموات والأرض يهدى من يشاء إلى صراطه المستقيم، والصلاة والسلام على رسول الله، الرحمة المُهداة والنعمة المُسداة وبعد ..

  

من رحمة الله بالناس أن أودع في قلوب بعضهم معانٍ يعيشون من أجلها ويجعلونها هدفا في حياتهم، ويحملون على عاتقهم القيام بها واعتبارها رسالة مقدسة تقود حياتهم كلها.

فهذا أودع الله في قلبه رحمة بالناس فلا يستريح إذا رأى محروما إلا إذا أعطاه .

وهذا أودع الله في قلبه كراهية للظلم فلا يرى ظالما إلا وقف في وجهه .

وذاك أودع الله في قلبه حب العلم ونشره ، وآخر رزقه الله حب وطنه وأبنائه .

وغيره أحب الله تعالى فأحب طاعته وأحب الطائعين فتعاون معهم، وكره معصية الله فكره من عصاه فدعاهم.

كل هؤلاء وغيرهم لا يستريحون إلا بأداء رسالتهم التي عاشوا وضحوا وتحملوا من أجلها وهذا من فضل الله عليهم وإرادة الخير بهم ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا اراد الله بعبد خيرا استعمله قيل وكيف يستعمله قال صلى الله عليه وسلم : يوفقه لعمل صالح قبل الموت ثم يقبضه عليه). رواه أحمد والترمذي وابن حبان والحاكم كما في صحيح الجامع رقم 305 ( عن كتاب يا صاحب الرسالة د. خالد أبو شادي )

هؤلاء يؤثرون الناس على أنفسهم؛ بل تفنى رغائب نفوسهم أمام رسالتهم.

 إنهم يستلذون بالعطاء وقضاء حوائج الناس أكثر من تلذذ الناس بالأخذ وبقضاء شهواتهم.

قد جعل الله سكينة قلوبهم ولذة أرواحهم في عمل الخير فهم للخير أهل وعلى الخير عنوان ومن أكرم هؤلاء الذين اشتغلوا بهداية الخلق وتعليمهم، فهذه مهمة الرسل ووظيفة الأنبياء.

والحقيقة أن كل مؤمن هو صاحب رسالة لأنه مكلف بإصلاح نفسه وبغيره أيضا بالدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم العلم والتعاون على البر والتقوى وإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم وكلمة الحق ومساعدة المحتاج ومثل ذلك.

ـ أصحاب الرسالات هؤلاء . . هل خاطبهم القرآن؟

هل تكلم عنهم؟هل أرشدهم بشىءيستضيؤن به فى حياتهم؟

هل وجه حديثا لمن أراد أو لمن لديه استعداد أن يحذو حذوهم؟

هذا هو موضوعنا في هذه الرسالة. جمعت فيه ما استطعت، وإنه لقليل، ولكني أثق في فضل الله وكرمه أن يبارك فيه فتكون فيه إشارة كافية لقلوب أحسبها مخلصة يكفيها من القول القليل لتنطلق إلى العمل فلعلي ناقل قول إلى من هو أدرى بالعمل سائلا الله تعالى أن يجعلني من هؤلاء الذين يستعملهم لدينه فيغرسون في بستان الحياة غرسا قبل الرحيل.

ربنا تقبل منا إنك انت السميع العليم

التعليقات

موضوعات ذات صلة