القائمة إغلاق

أصول الفقة .

بقلم: الشيخ علي الشريف
بعض المسائل الأصولية المبسطة .
هل قول الصحابى حجة أم لا ؟ (1) .
* —
الصحابى عند علماء الحديث هو : من لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما ، ومات على الإسلام ، سواء طالت صحبته أو لم تطل .
* —
الصحابى عند الأصوليين هو : من لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما ، ولازمه زمنا طويلا ثم مات على الإسلام .
* —
إذا أجمع الصحابة على قول ، فهو إجماع واجب الإتباع .
* —
إذا أفتى صحابى فتيا وأنتشرت ، ولم يعارضه أحد من الصحابة ، فهو إجماع سكوتى حجة عند الجمهور .
* —
إذا أفتى الصحابى فتيا لا مجال للرأى والإجتهاد فيها ، وجب الأخذ بها عند جمهور العلماء ، لأنها من قبيل الخبر التوقيفى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
* —
لا تكون فتوى الصحابى حجة إذا قال فتوى وخالفه غيره من الصحابة .
* —
إذا قال الصحابى فتوى ولم تنتشر ولم يخالفه صحابى آخر فهى محل الخلاف بين العلماء .
قال الأحناف ، والمالكية ، وظاهر الرواية عند أحمد ، والشافعى فى القول القديم : إن قول الصحابى حجة واستدلوا على ذلك بالآتى .
(1)
قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما نص على ذلك ابن عباس فى تفسيره لهذه الآية ، ولا نكون معهم إلا إذا إمتثلنا أقوالهم .
(1)
قال الله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) وهذا خطاب للصحابة – رضى الله عنهم – بأنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، فوجب اتباع أقوالهم .
(2)
قال الله تعالى : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه) فقد مدح الله تعالى الذين اتبعوهم ، فكان اتباعهم واجبا .
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين من بعدى ) فهذا حديث يوضح وجوب اتباع الخلفاء الراشدين من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – .
(3)
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( خير القرون قرنى ) فلما كانوا خير القرون كانت أقوالهم وفتياهم أفضل ممن بعدهم فوجب اتباعهم .
(4)
وأما الدليل من المعقول .
* —
أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أتقى ممن جاء بعدهم ، و قد قال الله تعالى : ( واتقوا الله ويعلمكم الله ) فكلما زاد المسلم فى التقوى كلما أعطاه الله علما من لدنه فكانوا هم أقرب إلى الصواب من غيرهم .
* —
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملوك اللغة العربية بالفطرة ، والقرآن نزل باللغة العربية ، ومن المعلوم أن المسلم كلما زاد علمه فى اللغة العربية زاد فهمه للكتاب والسنة فكانوا هم أعلم ممن جاء بعدهم .
* —
أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – شاهدوا وقائع تنزيل القرآن ، وعلموا أسباب النزول ، ومعلوم أن معرفة أسباب النزول يساعد فى فهم مراد الشارع ، فهم أكثر إدراكا من غيرهم .
* —
احتمال أن تكون آراؤهم سنة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – احتمال كبير ، لأن كثيرا من الصحابة رضى الله عنهم يذكرون الأحكام الشرعية دون أن يسندوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خشية أن يزيدوا أو ينقصوا أو يبدلوا شيئا من كلامه صلى الله عليه وسلم .
ونكمل المرة القادمة إن شاء الله .

التعليقات

موضوعات ذات صلة