أن تكون صحفيا ليست جريمة، تلك عبارة ترددت كثيراً في الآونة الأخيرة لتلفت الانتباه إلى أن الصحافة مهنة تستمد كرامتها من ارتباطها بضمير الشعب، وتكتسب شرفها من ولائها للحقيقة، وتمسكها بالقيم الوطنية والأخلاقية للمجتمع وتعتبر حرية الصحافة من حرية الوطن، فالوطن الحر هو الوطن الذي يهتم بالحقائق لأنها تنير له الطريق وتبصره بالموضع الصحيح عند التقدم بخطواته. والبحث عن الحقيقة هو مهمة الصحافة ومهنة الصحفي لذا فهي منة شريفة جليلة ولابد وأن يمنح أصحابها الحرية التي تعينهم على أداء مهمتهم لتكون الحرية أساس المسئولية والصحافة الحرة هي الجديرة وحدها بحمل المسئولية الكاملة وعبء توجيه الرأي العام على أسس حقيقية لا خداع فيها ولا تزييف.
لكن كلما انتشر الفساد وغاب العدل واندثرت القيم كلما كان من يبحث عن الحق والحقيقة مجرما ويستحق العقاب وهذا ما نراه في مصر وليس أدل على ذلك الواقع من قصة ذلك الصحفي الإعلامي الأستاذ عصام خيري الذي عمل صحفيا بجريدة المصريون منذ تأسيسها وبغيرها من الجرائد والصحف وشهد له كل من عرفه بالصدق والموضوعية والبحث عن الحق والحقيقة ولكن ها هو يسجن منذ عامين بغير جريرة ولا جريمة وهو يعيش في سجن سيء الأوضاع تتدنى فيه العناية الطبية مما أدى إلى وفاة اثنين معه في ذات القضية.
وقد حاول الصحفي الأستاذ عصام خيري أن يصف للقاضي سوء الأحوال وتردي الأوضاع ولكن لم يلتفت إلى كلامه ولم يأبه بشكايته.
فترى أين ذهبت تلك الحريات المزعومة للصحافة التي يروجون لها وأين هي الحقوق المكفولة للصحفيين وما هي جريمة عصام خيري سوى كونه صحفيا حاول أن يبحث عن الحق وأن ينقل الحقيقة.
إن قضية عصام خيري ليست قضية صحفي يظلم بقدر ما هي قضية وطن تمتهن قيمه وتهدر حرياته وتداس مبادئه واخلاقياته.
حتام تمتهن الصحافة ** ويهان عشاق الثقافة
حتام يسجن من سعى ** للحق يا أهل الحصافة
أجزاء من نشر الحقيــــــــــــقة سجنه يا للسخافة
إننا نهيب بكل المؤسسات الحقوقية والهيئات المدافعة عن حرية الصحافة وحقوق الصحفيين أن تتحرك لنصرة عصام خيري وسائر رفاقه من الصحفيين الأحرار خلف الأسوار فهل من ملب وهل من مجيب؟