القائمة إغلاق

متى تباح الغيبة ؟ .

متى تباح الغيبة ؟ .

بقلم: الشيخ علي الشريف
تباح الغيبة لغرض شرعى مثل .
(1) —
التظلم : يجوز للمظلوم أن يتظلم للسلطان أو القاضى وغيرهما ممن له ولاية أو قدرة على إنصافه ممن ظلمه فيقول : ظلمنى فلان بكذا ، كما ورد فى الحديث الصحيح ، إن هندا إمرأة أبى سفيان بن حرب قالت للنبى صلى الله عليه وسلم : إن أبا سفيان رجل شحيح ، وليس يعطينى ما يكفينى وولدى ، فقال لها : (خذى ما يكفيكى وولدك بالمعروف) ، والحديث متفق عليه .
(2) —
الإستفتاء فيقول الرجل للمفتى : ظلمنى فلان بكذا فهل له ذلك ؟ وما طريقتى إلى الخلاص والحصول على حقى ؟ ولكن الأحسن أن يقول: ما تقول فى رجل كان من أمره كذا ؟ .
(3) —
المشاورة فى مصاهرة إنسان ، أو مشاركته فى مشاريع تجارية ، أو وضع أمانة عنده ، أو السكن بجواره ، وما شاكل ذلك ، فيجب على المستشار أن يكون أمينا ، ويقول الحق ، وليس ذلك من الغيبة ، فعن فاطمة بنت قيس رضى الله تعالى عنها أنها أتت النبى صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أبا جهم ومعاوية وأسامة بن زيد خطبونى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أما معاوية فصعلوك لا مال له ، وأما أبو جهم فضراب للنساء ، ولكن انكحى أسامة ) رواه مسلم .
(4) —
الإستعانة على تغيير المنكر ، فيقول لمن يرجو قدرته على إزالة المنكر : فلان يعمل كذا من المنكرات فازجره عنه ، ويكون مقصوده التوصل إلى إزالة المنكر ، أو يقول له : تعال معى لكى نغير المنكر الفلانى الذى يفعله فلان ، فيستعين به لأنه لا يقدر على تغيير المنكر وحده .
(5) —
جرح المجروحين فى رجال الحديث ، كأن يقول العالم عن راو من رواة الحديث : إنه كذاب ، أو فاسق ، فليس هذا من الغيبة المحرمة .
(6) —
أن يكون له ولاية لا يقوم بها على وجهها ، كعدم صلاحه لها ، أو يكون مغفلا ، أو لفسقه ، فيخبر من له ولاية عليه حتى يزيله ويولى من يصلح .
(7) —
التعريف كأن يكون الرجل معروفا بلقب كالأعمش والأعرج والأصم والأعمى ، جاز تعريفهم بلقبهم .
(8) —
أن يكون مجاهرا بفسقه أو بدعته ، كالمجاهر بشرب الخمر ، أو قطع الطريق ، أو عداوته للإسلام والمسلمين ، أوكالداعين إلى العلمانية ، وفصل الدين عن الدولة ، والكارهين لتطبيق الشريعة الإسلامية ، وكالحكام الذين لا يحكمون بشرع الله ، وكالشيعة والخوارج وغلاة الصوفية وما شابه ذلك ، فهؤلاء وأمثالهم يجب تعريفهم للناس ، حتى ينتبهوا لهم ، ويتجنبوا ضلالهم ولا يغتروا بهم ، كما قال زيد بن أرقم لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إن عبد الله بن سلول قال : لإن رجعنا إلى المدينة ، ليخرجن الأعز منها الأذل ، يقصد أنه هو وأتباعه من المنافقين ، سيخرجون رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة ، والحديث متفق على صحته ، فلم يكن ذلك غيبة محرمة ، و قد ذم الله تعالى فى كتابه فرعون وهامان وقارون وأبا لهب ، وذم رسول الله صلى الله عليه وسلم عددا من الكفار بإسمائهم ودعا عليهم ، فكل من جاهر بكفره أو فسقه وأعلن ضلاله ودعا إليه فلا بد من تحذير الناس منه ، لكننى أجد بعض الإخوة يغتابون بعض الدعاة إلى الله وهذه كبيرة من الكبائر وصد عن سبيل الله لأنه يهدر الدعاة فلا يستمع إليهم الناس ، وهذا مراد العلمانيين وأعداء الإسلام ، فمن أهم وسائل هدم الإسلام هو إهدار الدعاة إليه ، فمتى أهدر الداعى فلن يستمع إليه أحد ، فالله الله فى الدعاة إلى الله ، لا تغتابوهم حتى ولو علمت فيهم بعض التقصير ، ولا يحق لك أن تغتابهم الا أذا تحولوا من الصف الإسلامى إلى الصف العلمانى وكانوا من الداعين إلى العلمانية وترك شرائع الإسلام فهؤلاء هم الذين يجب فضحهم وتحذير الناس منهم ، أسأل الله تعالى أن يجعلنى وأياكم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين .

التعليقات

موضوعات ذات صلة