القائمة إغلاق

تنزيه النظر

تنزيه النظر

بقلم/محمد مختار مصطفى المقرئ

فھذه رسالة لطیفة الخلال قریبة المنال، فلا سئم منھا إن شاء الله تعالى ولا


ملال، جمعت فیھا ما تیسر إحصاؤه، مما لا یطول إملاؤه، من الأسباب المعینة على


غض البصر، وكف وتنزیه النظر، عما حرم الله وحظر، فإننا صرنا إلى زمان


غدت فیھ الفتنة عظیمة، والبلیة جسیمة، إذ ابتلینا بصنف من أھل النار، نُزه عنھ


خیر القرون والأعصار، حیث قال سید الأتقیاء الأبرار: ” صنفان مِنْ أھْلِ النار لمْ


أرَھُما بَعْد: .. ” وذكر: ” ونساء كَاسِیَاتٌ عَارِیاتُ، ممیلات مائلات، رؤُسُھُنَّ كأَسْنِمَةِ البُخْتِ المَائِلة، لا یّدْ خُلْنَ الجَنَّةَ ولا یَجِدْنَ رِیحھَا، وإن ریحھا لَیُوجَدُ مِنْ مَسِیرَةِ كَذا  وَكَذا ” ( ١


ویتضاعف عظم البلیة، إذا كنت ممن یعیش في بلاد إفرنجیة، أو أوساط جاھلیة،


تغلب على أحوال أھلھا أنماط الحیاة الغربیة، بما فیھا من تحلل وإباحیة، وسفور


٣) بل وزاد تبرج الجاھلیة الأخرى ) ،( وتبرج یتفنون فیھ { تَبَرُّجَ الْجَاھِلِیَّةِ الْأُولَى } ( ٢


على تلك الأولى، فتبرجُ الجاھلیات قبل الإسلام إنما كان في إظھارھن النحر


والصدر، وربما شیئاً من شعر الرأس، مع وجود غطاء على الرأس، وثوب یكاد


یستر البدن كلھ إلا ما ذكر.. وتبرج المعاصرات لم یبق شیئاً من البدن إلا كشفھ،


وربما كشفن البدن كلھ في بعض الأحوال والأماكن، فإن لبسن شیئاً فعلى نحو


یجعلھن كأنھن بغیر لباس، أو على صورة أشد إثارة للناس، فلا حیاء، ولا إحساس ،


وھاتیك النسوة ھن الكاسیات العاریات المعنیات بأحد صنفي أھل النار المذكورَین


في الحدیث مذمة ونكیراً، وتخویفاً لھن وتحذیراً، أولئك مصیرھن إن لم یتبن إلى


حیث ذلك الصنف، أعاذنا الله منھ ومن عاقبتھ، ورزقنا الخشیة والخوف.

التعليقات

موضوعات ذات صلة