الولاء والبراء (2)
الشيخ /على محمد على الشريف
(1) — قال الله تعالى ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) .
انظر – رحمك الله – إلى لفظ (إنما) الذى يفيد الحصر والقصر أى لا يجوز للمسلمين أن يوالوا أحدا الا الله ورسوله والمؤمنين فقط فلا تجوز موالاة الكافرين والمنافقين والظالمين فمن أحبهم أو نصرهم فقد عصى الله تعالى وخالف أمره .
(2) — قال الله تعالى ( يا أيها النبى اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين) .
وهذا نهي من الله تعالى لنبيه ثم للأمة من بعده بعدم طاعة الكافرين والمنافقين فمن أطاعهم فقد عصى الله .
(3) — قال الله تعالى لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله فى شئ) . أى من والاهم ليس من حزب الله ولا من أوليائه .
(4) — قال الله تعالى ( ولو كانوا يؤمنون بالله والنبى وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون) .
وهذه الآية من أشد الآيات زجرا عن موالاة الكافرين حيث سلب الله الإيمان ممن والى الكافرين .
(5) — قال الله تعالى (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) .
وهذا أمر من الله تعالى إلى رسوله ومن بعده إلى أمته أن يصبروا أنفسهم على ملازمة المؤمنين وعدم الابتعاد عنهم ثم يأمرنا الله تعالى بعدم طاعة عباد الدنيا والهوى والشيطان .
(6) — قال الله تعالى ( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم) .
وهذا أمر من الله بالاعراض والبعد عن الذين يكذبون ويستهزئون بآيات الله فلا تجالسهم ولا تحبهم ولا تنصرهم .
(7) — وقال تعالى ( وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا) .
وهذا أمر من الله تعالى بترك هؤلاء القوم الذين انغمسوا فى لعبهم ولهوهم مستهزئين بآيات الله وبأحكامه اتركهم ولا تصاحبهم فإن خلائق السفهاء تعدى .
(8) — قال الله تعالى ( ونادى نوح ربه فقال رب إن ابنى من أهلى وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح) .
لقد فرق الكفر بين الابن وأبيه فالرابط الاساسي بين المؤمنين هو الايمان فإن فقد فلا رابط بينهم ولذلك قال الله لنبيه نوح إنه ليس من أهلك لأنه كافر وقد قطع كفره الصلة بك وهكذا ينبغى ألا يكون بين المؤمنين إلا رابط الإيمان فهو المقدم على كل رابط .
(9) — قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنفلبوا خاسرين بل الله مولاكم وهو خير الناصرين) .
فقد بين الله تعالى سبب نهيه عن طاعة الكافرين لأنهم يسعون جاهدين لإبعاد المسلمين عن دينهم كما قال تعالى ( ودوا لو تكفرون ) فمن أطاعهم فسيرجع بالخسارة ، ثم أخبرهم ربهم أنه هو الولى الناصر فلا بد من محبته وطاعته ونصرة دينه .
(10) — قال الله تعالى لرسوله الكريم – صلى الله عليه وسلم – ( ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا) .
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوم إذن الكلام موجه لنا ، وقد وجه الله الكلام لرسوله ليقول لنا هذا النبى الذى تورمت قدماه من طول قيام الليل وبذل كل ما فى وسعه لطاعتى ولم يعصنى ولو مرة واحدة إذا ركن ومال إلى الكافرين وآرائهم ولو ميلا يسيرا لضاعفنا عليه العذاب ضعفين فى الدنيا والآخرة ، فالذى بذل حياته كلها من أجلى لو مال شيئا يسيرا إلى الكافرين لعذبته هذا العذاب الشديد فما بالكم وأنتم مقصرين ، كيف يكون عذابى لمن ركن منكم إليهم ؟! .
اللهم املأ قلوبنا محبة لك ولرسولك ولعبادك الصالحين وملأ قلوبنا بغضا وكرها للكافرين والمنافقين والظالمين .