القائمة إغلاق

الأعظم حسماً

الأعظم حسماً

بقلم فضيلة الشيخ: محمد مختار مصطفى المقرئ رحمه الله

نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم

تباينت ردود الفعل الغاضبة على الفيلم التافه المسيء لنبي الإسلام العظيم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم (بأبي هو وأمي ونفسي ونفوس المسلمين فداه) ، وهو غضب محمود لما تضمنته وقائع هذا العمل الشائن من تطاول وسخرية تعكس عداء أسود أهوج ، وتنم عن عقول موتورة ونفوس مريضة تعاني مركبات من النقص والدونية ، وتفتقر إلى أبسط قواعد الأخلاق وخصائص الآدمية.

وتسابقت الشعوب والهيئات والجماعات في التعبير عن استنكارها ، وفي تجسيد نصرتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم في مظاهر عدة.

أقول: فلولا التقت هذه الجهود على رؤية موحدة ، وعمل جماعي مشترك ، يجمع أطياف الأمة بمختلف تكويناتها التنظيمية (اتحادات ـ جماعات ـ منظمات ـ هيئات ـ أحزاب… إلخ) في مظهر أممي منظم ، يتواطأ فيه أهل الحل والعقد (من العلماء والدعاة والقادة) على رؤية مدروسة ، ومن منظور شرعي ، يرعى الموازنة بين المصالح ، ويتفادى المفاسد والسلبيات ما استطاع ، ثم يحشد عموم الأمة ـ من خلف تلك التكوينات ـ ضمن منظومة عمل يتسم بما يلي :

ــ الرؤية الشرعية المتوازنة التي تتوسط بين الإفراط والتفريط ، بين التشدد والتساهل.

ــ الديمومة التي ترنو إلى آماد أبعد من تنفيس براكين الغضب آنياً ، والذي عهدناه يثور في شكل فورة عارضة ثم يبرد.

ــ إحسان توظيف طاقات الجماهير الغاضبة على نحو شمولي يُعنى باستثمار مختلف الأساليب والوسائل والإمكانات المتاحة (وأيضاً التي يمكن جلبها ولو مستقبلاً) ، من ذلك : استثمار الحدث دعوياً ـ التعريف بالإسلام ـ شحذ نفوس الكافة إلى الالتزام بالدين التزاماً حقيقياً ملموساً ـ استقطاب شرائح واتجاهات وشخصيات لصالح نصرة الإسلام والنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ـ الضغط على الأنظمة والحكومات من أجل اتخاذ مواقف رسمية حيال هذا التهجم الوقح سواء صدر عن أشخاص أو هيئات أو دول.. وهذا هو الحسم الأعظم.

ولنأخذ مثلاً عملياً على هذا التحرك الجماعي..

أعلن حزب البناء والتنمية عن إقامته مؤتمراً لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه خطوة جيدة تأتي في سياق تحرك صحيح ، ولكن أليس من الأفضل والأجدى لو رأينا مثل هذا المؤتمر منظما من قبل عموم الجماعات والهيئات الإسلامية في مصر ، بما فيها الأزهر والهيئة الشرعية ومجلس شورى العلماء وجماعة أنصار السنة ، والإخوان ، والسلفيون ، والجماعة الإسلامية ، وجماعة الجهاد ، وجماعة الدعوة… وغيرها ؟

ألا نستطيع أن نجمع هؤلاء ـ أو جلهم أو أكثرهم ـ في مؤتمر واحد ، وليكن في “التحرير” ، أو في إستاد القاهرة ، وبتنسيق مع الجهات المسئولة والجهات الأمنية ، ثم لتقول الأمة كلمتها ، ويعلن أهل العلم عن مقررات للمؤتمر يتفق عليها ، وتدعى كافة طوائف الشعب للالتزام بها والعمل على إمضائها ؟

إذا لم يملك علماء الأمة وقادتها أزمة الأمور على هذا النحو ويأخذوا بزمام المبادرة قبل الجموح ؛ فلا ينبغي أن يلومُوا الآحادَ على أي انفلات يصدر عنهم وليداً للغضب ، وكردة فعل تقابل سلبية المقدَمين ، وتحرك عفوي يقابل جمود الفعل من جهة من يعول عليه أن يفعل.

التعليقات

موضوعات ذات صلة