القائمة إغلاق

يوم الجمعة في حياتنا

بقلم: فضيلة الشيخ علي الديناري
بعد أن حُرمنا صلاة الجمعة ظهر لنا الآن أن شعائر الاسلام لها دور عظيم في حياتنا ونظامها.
ان تعظيم هذه الشعائر والمواظبة عليها وحبها يجعل حياتنا أجمل وأفضل اذا جعلناها جزءا داخل حياتنا واهتماماتنا بل جزء مقدم وله أولوية على غيره.
ـ حرمنا صلاة الجمعة فغاب عنا شيء مميز.
اختلطت علينا ايام الأسبوع فقد كنا نعرف الايام بيوم الجمعة ونشعر بيوم الجمعة بصلاة الجمعة وعباداتها.
تساوت الأيام ببعضها هي هي نفس النظام ففقدنا يوما نجدد فيه نشاطنا ونخرج عن الرتابة التي تؤدي الى الملل.
ـ عرفنا ان يوم الجمعة يعني لنا الكثير.
يعني يوم مميز خلال الأسبوع مختلف عن بقية الأيام وهذا أمر لم نعرف اهميته في الحياة الا بعد أن غاب عنا.
يعني يوم نخرج فيه عن الرتابة المعتادة المملة.
يعني يوم نجتمع فيه على طاعة الله والاجتماع على طاعة الله أقوى سبب لتأليف القلوب وغرس الحب والتواصل بين المسلمين.
يعني يوم يغتسل فيه الانسان حتى لو كان مغتسلا بالأمس وبذلك فقد ضمن المجتمع اغتسال الجميع كل اسبوع على الأقل وهذا الوباء علمنا كم هذا الأمر مهم للصحة وكذلك للعلاقات.
أذكر اننا في الاعتقال شكا بعض الاخوة من عدم اغتسال البعض لفترة طويلة مما يسبب الأذى لمخالطيهم فاتفقنا على اغتسال الجميع على الأقل مرة كل اسبوع.
يوم الجمعة يعني يوم يتجدد فيه النشاط فيقبل الانسان على اعماله في اليوم التالي بنشاط.
يوم الجمعة يوم يتلقى فيه الانسان موعظة تؤدى بطريقة جماعية معينة وبالتالي يجدد ايمانه وقد ثبت بالتجربة ان تجديد الايمان يجعل الحياة أجمل.
ولذلك ونحن في الاعتقال حرمنا فترة طويلة من صلاة الجمعة فكان هذا الحرمان نوعا من العذاب لا لأننا لم نؤد حق الله تعالى وفرضه فقط فهذا قد يقبل الله فيه العذر ويكتب للانسان أجره كأنه أداه لكن حزننا لأننا حرمنا ركنا مهما في الحياة وجوده يحقق متعة وحياة أفضل وغيابه يفقدنا سببا من أسباب السعادة ولذلك اختار علماؤنا اتمام الصلاة وصلاة الجمعة وكنا نهتم بيوم الجمعة اهتماما عظيما فنعيد ترتيب المكان ونرتب أعمال اليوم على أساس أداء سنن هذا اليوم من اغتسال وصلاة وأذكار ودعاء في آخر ساعة فكان له دور عظيم في الثبات والسعادة.
يوم الجمعة عبادة لله تعالى لكنه في نفس الوقت له دور في حياة أجمل وأفضل.

التعليقات

موضوعات ذات صلة