بقلم: فضيلة الشيخ عبود الزمر
ولدا رحمهما الله في الخمسينات والتحقا بجيل الصحوة في السبعينات، وكلاهما صاحب عزيمة حديدية وهمة عالية، وخلق رفيع، وثقافة واسعة، وكفاءة متنوعة يصلحان للوظائف الرفيعة على مستوى الدولة (الوزير والمستشار والمحافظ).
قضيا شبابهما في الدعوة إلى الله، وبقيا يعملان حتى انتقلا إلى رحمة الله في ذات الشهر “أغسطس”، ولكن بفارق خمس سنوات كلاهما حافظ لكتاب الله، وعليم بسنة الرسول.
التقيت الدكتور العريان في الستينات، حيث كان والدى صديقا لوالده الأستاذ المربى الفاضل الشيخ محمد العريان، وكنت صديقا لأخيه الأكبر عبد الله رحمه الله، وانتبهت إلى ذكاء وألمعية عصام تلميذ الإعدادي، وتوقعت له مستقبلا باهرا، أما الدكتور عصام دربالة، فلقد التقيته في مطلع الثمانينات وعملنا سويا في جماعة واحدة لسنوات طويلة أشهد له بالصدق، والأمانة، والكفاءة، وإنكار الذات والتفاني في خدمة الإسلام والمسلمين.
ومن طريف ما حدث، أنني بعد أن خبرت هاتين الشخصيتين، صرحت ذات مرة أن الجماعة الإسلامية بها شخصية فريدة أتوقع لها تولي رئاسة الجماعة الإسلامية بعد عشرين سنة، ولقد صدق حدسي ووقع متأخرا عشر سنين حيث تولى رئاسة مجلس شوراها في أول اقتراع عام على المنصب شاركت فيه الجمعية العمومية، وفى المقابل توقعت أن يصبح الدكتور عصام العريان مرشدا لجماعة الإخوان المسلمين بعد عشرين سنة، فتولى أعلى المناصب، وأظن أنه لو اتيحت الفرصة له داخل الجماعة لكان حال الإخوان أفضل مما هو عليه الآن.
وأتصور أنه سيبقى موقعهما في القلوب شاغرا لمدة طويلة حتى يمن الله علينا ويعوضنا خيرا، فهو ولي ذلك والقادر عليه
فاللهم ارحمهما وأنزلهما منزلا مباركا وارزقنا الصبر على فراق الأحباب، واحفظ مصرنا من كل مكروه وسوء، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.