بقلم: فضيلة الشيخ علي الديناري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله…
الخطوات العملية التي يجب على العالم أن يتخذها حتى يرفع الله عنا هذا البلاء…

- وقف كل الحروب والانتهاكات للإنسانية بعد أن دمرت مقدرات البيئة وشردت الملايين الذين لا شأن لهم بها من المستضعفين من والأطفال والشيوخ، بينما متخذو قرارت الحروب والمستفيدون منها آمنون في حصونهم بعيدا عن نيران الحروب.
- سرعة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح التي تزهق كل يوم جوعا وعطشا وقتلا ومرضا في اليمن وسوريا وفلسطين وبورما وغيرها، تلك الأرواح التي أصبحت يقينا على شفا الموت بينما العالم مشغول بإنقاذ أرواح مظنون إصابتها بالمرض.
- وقف كل أشكال الاضطهاد على أساس الدين أيا كان هذا الدين في كل بقاع الأرض.
- وقف كل صور الإكراه على الدين ومبادلة ضرورات الحياة كالغذاء والدواء بتغيير العقيدة كما يحدث في أفريقيا.
- الإسراع بتبادل أسرى الحروب وإعادة اللاجئين والإفراج عن المسجونين لتصفية المظالم وإرضاء رب السماء من ناحية، ولتفريغ هذه المعسكرات المكتظة بالبشر من ناحية أخرى.
- الإسراع بالإفراج عن العلماء في كل مجال في كل دول العالم والأخذ بنظرة الإسلام للعلماء فالعلماء هم ضمانة الوقاية من المصائب والجوائح الجماعية، قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ) الأنفال، وقال عز وجل: (وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا) الإسراء. والعلماء ورثة الأنبياء ولهم نصيب في كونهم ضمانا. وقد أثبت وباء كورونا حاجة المجتمعات والعالم للعلماء في كل مجال وخسائر اعتقالهم وتقييدهم عن دورهم في البحث والحياة فادحة.
هذه هي الخطوات العملية التي يجب على العالم أن يتخذها وهذه الرسالة التي يجب أن توجه في ظل الظروف الحالية المتمثلة في:
- انتشار وباء كورونا وتفشيه.
- انبهار العالم بما جاء في شريعتنا الإسلامية من سنن وتوجهات ثبت نجاحها علميا في الحد من انتشار الوباء، وفي ظل ما هو مستقر في فكر المسلمين من المنهج الذي يتعاملون به مع الكوارث والنوائب وهو مركب من الرجوع إلى الخالق الحكيم سبحانه مع الأخذ بالأسباب للخروج من البلاء.
- توجه بعض زعماء العالم إلى السماء بعد نفاد أسباب الأرض.
- وضوح مغبة المظالم والآثام التي يرتكبها العالم اليوم في حق الله وفي حق الكون الذي استخلفه فيه وفي حق الأرواح البشرية. فالعالم اليوم ممثل في نظامه الدولي الحالي ومؤسساته الدولية وزعمائه ورؤسائه وحكامه وملوكه وشعوبه مدعوون ومضطرون للرجوع إلى الله، وبوقفة لله تعالى يتوقف بها العالم عن المظالم والآثام والإفساد في الأرض وما سبق مجرد أمثلة عملية لترجمة هذه الوقفة.
إنني أناشد كل المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف ليجدد دعوته وكذا كل الحكماء والأحرار وأهل الرسالات وكل المؤمنين بالغيب في العالم أن يقوموا بواجبهم ومسؤوليتهم ويؤدوا زكاة وضريبة ما منحهم الله من دين وحكمة وحرية ومكنة وكلمة قال تعالى: (فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ) (116 هود). وأن يرفعوا أصواتهم في مواجهة الساسة والماديين الذين أغرقوا العالم في المادية والظلم والحروب والفساد متجاهلين الإيمان والقيم والرحمة والتطلع إلى رب السماء.
اللهم خذ بأيدينا جميعا إليك أخذ الكرام عليك وارفع اللهم مقتك وغضبك عن عبادك.