بقلم: الأستاذ علاء العريني
الحديث عن شيخ الإسلام بن تيمية حديث ذو شجون لأننا نتحدث هنا عن العالم المصلح المجدد نتحدث عن رجل أحيا السنة وأيقظ الأمة وجدد لها دينها وجاهد باللسان والسنان لذلك يكرهونه.
يكرهونه لأنه كان عالما شجاعا يصدع بكلمة الحق كان سلاحه الحجة والبرهان صمد في وجه الكذب ودعاة الفتنة ولم يسلم من بطش السلطان سجن وعذب لأنه رفض أن يسير في ركب حملة المباخر لذلك استحق لقب شيخ الإسلام وهو وصف قديم لم يستحدث في زماننا وقد ألف الإمام ابن ناصر الدين الشافعي كتابا ذكر فيه شهادة أكثر من 80 إماما وعالما حول استحقاق ابن تيمية بلقب شيخ الإسلام وقد سمى كتابه باسم الرد الوافر علي من زعم أن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر ، ومن هؤلاء الأعلام الذين استند لشهادتهم العلامة قاضي قضاة مصر والشام محمد بن الصفي الحنفي ، والإمام الذهبي الشافعي ، والإمام بن سيد الناس والإمام السبكي ، والعلامة السيوطي والعلامة بن دقيق العيد ، والإمام بن حجر
هل يكفر شيخ الإسلام بالمعصية أو يستحل الدماء المعصومة؟
هذه تهمه من ضمن التهم الكثيرة التي روجها علماء السلطان في عصره وما زال يرددها أحفادهم حتي الآن، شيخ الإسلام قال قد يكون القول كفرا فنقوا من قال كذا فقد كفر، وقد يكون الفعل كفرا فنقول من فعل كذا فقد كفر، ولكن الشخص المعين لا يكفر حتي تستوفي في حقه شروط وتنتفي عنه موانع، فهل مع هذه القاعدة العظيمة يمكن لجاهل أن يتهم شيخ الإسلام بأنه يكفر المسلمين لفعل أو قول قبل أن يستوفي الشروط وتنتفي عنه الموانع سبحانك هذا بهتان عظيم.
وضع شيخ الإسلام بن تيمية قواعد ربما اجتهد البعض في فهمها وتطبيقها علي غير مقصده فهل ينسب الخطأ هنا لشيخ الإسلام ونتهمه بكل نقيصة ونفتري الكذب أم نوضح حقيقة كلام الرجل ونبين خطأ من اجتهد في فهم كلامه إذا كنا بالفعل نسعي لبيان الحق وليس مجرد خداع العوام وتضليلهم بالكذب والبهتان
أيها السادة من أراد أن يعرف حقيقة شيخ الإسلام بن تيمية بعيدا عن الكذب والافتراء فهناك بعض المصادر القيمة منها كتاب هكذا تحدث بن تيمية للدكتور عائض الدوسري وكذلك كتاب بن تيمية المجتهد بين أحكام الفقهاء وحاجات المجتمع للأستاذ عمر فروخ
قدم شيخ الإسلام بن تيمية لدينه وأمته الكثير فماذا قدم من خالفه وكرهه للدين والأمة؟