القائمة إغلاق

قصيدة: لِلَّه أفْزَعُ

شعر: الشيخ سلطان إبراهيم

تُحَاصِرُنِي الأشْجَانُ وَالْقَلْبُ يَخْضَعُ ** تُطارِدُنِي الأَحْزَانُ لِلَّه أفْزَعُ

وَأُلْقِي حمُولِي وَالْهُمُومَ بِأَسْرِهَا ** وآوي لِرُكْنِ اللَّه وَالنَّفْسُ تَخْشَعُ

أَلَا أَيُّهَا الْمَحْرُومُ عَيْشَ سَعَادَةٍ ** حَيَاتُك قُرْبَ اللَّهُ أَبْهَى وأروَعُ

فَدَعْ عَنْكَ مَا قَدْ كَانَ وَالْزَمْ رِحَابَهُ ** فَمَن لاذَ بِالرَّحْمَنِ لَيْس يُضَيَّعُ

مَتَى قُلْت يَا رَبَّاهُ تَنْزَاح غَمَّهٌ ** إذَا مَا أَحَاطَ النَّاسَ هولٌ مُرَوِّعُ

فَلَا عَيْشَ فِي الدُّنْيَا يَطِيبُ بِغَيْرِهِ ** وَفِي رَوْضِ أُنْسِ اللَّهُ رُوحِي تُمَتَّعُ

وَلَا فَضْلَ فِي هَذِي الْحَيَاةِ بِدُونِه ** فِمِنْ غَيْثِ لُطْفِ اللَّهِ يخضلُّ بَلْقَعُ

فَيَا وَيْحَ قَلْبٍ لَيْسَ يَأْوِي لِرُكْنِهِ ** يَتُوهُ بِدُنْيَا النَّاسِ وَالرُّوحُ تُصْدَعُ

قَضَيْتُ حَيَاتِي فِي الدُّرُوبِ مُشَتَتًا ** وظَلَّ فُؤَادِي فِي الْجَهَالَةِ يَرْتَعُ

وَمَرَّتُ سنونُ الْعُمْرِ مَرَّ سَحَابَةٍ ** وولَتْ كَطَيفٍ فِي الْخَيَالَاتِ يُسْرِعُ

وَمَا كُنْتُ طُولَ السَّيْرِ فِي الْحَقِّ مُجْهِدًا ** خيولي وَفِي الْمِحْرَابِ عَيْنَايَ تَدْمَعُ

شُغِلْتُ بِهَمٍّ فِي الْحَيَاةِ وَلَمْ أَزَلْ ** أَهِيمُ وَرَاءَ الْحُلْمِ بالزَّيْفِ أُخْدَعُ

وللنبضِ مِنْ طَيِّ النَّهَار تَأَلّمٌ ** وَلِلْقَلْبِ مِنْ سَيْرِ اللَّيالِي تَفَجُّعُ

وَكَم ضَاقَت الْأَنْفَاسُ فِي صَدْرِ حَائِرٍ ** وَطَال عَلَيْهِ اللَّيْلُ مَا عَادَ يَهْجَعُ

فَمَا اِرْتَاح إلَّا حِينَ أَسْرَج نَبْضَهُ ** فَسَار إلَى الرَّحْمَنِ وَالدّمْعُ يَشْفَعُ

تَخَفَّفَ مِن هَمٍّ فصَارَ مُحَرَّرًا ** يُحَلِّقُ فِي فَلك السَّمَاءِ ويُرْفَعُ

التعليقات

موضوعات ذات صلة