القائمة إغلاق

في مطار كابل.. للحقيقة وجه آخر!!

بقلم: الشيخ سلطان إبراهيم

الأستاذ سلطان إبراهيم

يرى العالم أجمع أن طالبان  تتعامل بهدوء ورزانة، وأنها قد سعت إلى طمأنة الجميع، وإصدار عفو عام، عن كل أعدائها ومعارضيها وهو موقف في غاية النبل نادرا ما نجده في مواقف المنتصرين الذين يسعون إلى تصفية الحسابات والانتقام من الخصوم،  يرى البعض أن الدافع وراء هذا التعامل هو النضج السياسي والخبرة التي اكتسبتها طالبان في سنوات الصراع الطويلة، بينما يرى البعض الآخر أن هذه هي طبيعة طالبان بالفعل فهي جماعة علمية دعوية  سعت للإصلاح بين فئات المجاهدين الافغان الذين اقتتلوا بعد خروج الروس وقد سلمت لهم الجبهات لما رأت عدلهم وصدقهم، وفي الرؤيتين ما يمتدح طالبان  ولكن الآلة الإعلامية الأمريكية والغربية ومن تبعهم من الإعلام العربي سعوا إلى شيطنة طالبان في فترة حربها مع الاحتلال الأمريكي لأفغانستان،  وقد اصبحوا الآن  في مأزق سياسي  وبخاصة حين قررت أمريكا أن تخرج  من أفغانستان بعد خسارة عشرات الآلاف من الجنود ودفع تريليونات من الدولارات.

وما تعلمه الدنيا على وجه اليقين أن طالبان نجحت في مفاوضات الدوحة، وانتهى الأمر بخروج أمريكا من أفغانستان،  ولكنها رغم خروجها  ما زالت تحاول الضغط على طالبان، وتستخدم المساكين من الشعب الأفغاني كوسيلة لهذا الضغط، بالترغيب والترهيب فحين ترى الآلة الإعلامية الغربية والعربية تركز على صورة ازدحام الناس على أبواب مطار كابول مصورين أن الناس تهرب من جحيم طالبان، وكأن الأفغان كانوا من قبل يعيشون في جنة أشرف غني وفردوس الاحتلال الأمريكي، وأن الويلات قد هبطت عليهم  منذ يومين أو ثلاثة أو ستهبط عليهم لوجود طالبان في المشهد، والمشهد المراد تصديره لكل الدنيا أن الناس تهرب من طالبان وحكمها الإسلامي، وتخاف من الشريعة الإسلامية وللحقيقة وجه آخر.

ومن البدهي أن يكون لدى بعض الناس تخوفات تدفعهم إلى الهرب من أفغانستان وربما ليس هربا من طالبان فالبعض غير مصدق أن أمريكا قد سلمت الأمور بهذا الشكل وفي تصورهم أنها ربما رتبت فخا لطالبان وإنها تجلي رعاياها لتضرب أفغانستان والأفغان وحدهم هم أدرى الناس بقسوة تلك الضربات الجوية التي لا تفرق بين كبير وصغير ولا ترحم شيخا ولا طفلا ولا امرأة.

وإلى جانب الخوف الذي يملأ النفوس نرى الترغيب في الذهاب إلى أمريكا باعتبارها أرض الأحلام وحين توجه الدعوة لأناس مطحونين ذاقوا ويلات الحرب السنوات الطوال، وامتلأت نفوسهم بالخوف والتكهنات بمستقبل غامض، فإنك ترى هذا الذي تراه من ازدحام على أبواب مطار كابل.. أليس في بلادنا من يهرب عبر البحار ويعرض نفسه للموت غرقا طمعا في حياة أفضل ومستقبل أجمل ورغبة في أن يعيش في بلاد الغرب فكيف بمن تأتيه هذه الفرصة السانحة بدعوة من أمريكا ترغيب فيها وبخاصة وهو في بلد فقير طحنته الحروب والمعارك هذا جزء لابد ألا تغفل عنه العقول والأذهان، وهي تشاهد الصورة التي يصدرها الإعلام حول مطار كابول.

التعليقات

موضوعات ذات صلة