بقلم: م. أحمد كامل
الهجرة النبوية العظيمة مليئة بالدروس والعبر.. استوقفني منها درس أردت أن أستفيد منه وأتناوله مع حضراتكم بصورة تناسب واقعنا المعاصر.
عندما استعان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن أريقط كدليل معه في الطريق، فهذا إقرار منه صلى الله عليه وسلم بضرورة الاستعانة بالعلم والتقدم والمعرفة في طريقنا إلى الله تعالى -أتمنى أن أكون قد أصبت الفهم الصحيح- فرسول الله صلّى الله عليه وسلم يحمل الرسالة والنبوة والدين، ولكن بعض الأمور الدنيوية المتعلقة بالحركة الحياتية لا مانع فيها من الاستعانة بأهل العلم والفهم الصحيح والتخصص.
فمواكبة العصر في التقدم العلمي الذي لا يمس عقيدتنا أو هويتنا لا يعيبنا في شيء.
ثم استوقفني وانا اشاهد فيديوهات على اليوتيوب فيديو يخص نادى ليفربول، الفيديو يتحدث بصراحة، لماذا تفوق نادى ليفربول على بقية الأندية الإنجليزية بهذا الشكل الاحترافي على الرغم من أنه لم يحصل على الدوري الإنجليزي منذ 30عام تقريبا؟؟!!
أتدرون ما السبب إخواني!؟
إنه ذات السبب الذي اعتمده الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من ١٤٠٠ عام.
إنه الأسلوب العلمي، ولكن بما يناسب عصرنا الحالي.
فرسول الله صلّى الله عليه وسلم اعتمد الأسلوب العلمي والاستعانة بأهل الفن في طريقة السير، واختيار أفضل الطرق التي ينجو بها من أعدائه وقتئذ، وكان هذا النموذج في وقتها أفضل ما يمكن عمله، وكذلك فعل ليفربول اعتمد الأسلوب العلمي والإحصائي في كيفية حل مشكلته ونهضة فريقه، وتخطى كل الحواجز ووصل إلى الهدف الذي وضعه لنفسه بطريقة احترافية وعملية صحيحة تماما.
كم آلمني هذا المشهد كثيرا إخواني، فنحن أصحاب البداية، ونحن أصحاب المنهج، ونحن أهل التاريخ المضيء يوم أن كانت أوروبا في غياهب الظلم والظلمات.
إن اعتماد الأسلوب العلمي والإحصائي في التخطيط والترتيب لأي عمل أصبح في عصرنا ضرورة واجبة.
فهدفنا هو..
تنوير الإنسانية.
رفع قيمة الإنسان.
إقامة العدل ورفع الظلم.
هداية البشر.
الأخذ بأيدي الناس إلى الجنة.
هذه وغيرها أهداف وغايات لابد لها من تخطيط علمي يعتمد على برامج مرتبة ومعلومات إحصائية.
لابد لنا أن نتعامل مع حداثة العصر، حتى يستجيب لنا أهل هذا العصر.
أنا لا أقصد أن يرحل رجال أو يأتي آخرون، فرسول الله صلّى الله عليه وسلم لم يرحل أو يترك الأمر لغيره، كلا، ولكنه استعان بأهل الفن، رغم أن عبد الله بن أريقط لم يكن مسلما، ولكنه استعان به بمقابل مادي، وانتهت مهمته بنهاية الهجرة.
إذن ما المانع من الاستعانة بأهل الفنون في التخطيط والترتيب لدعوتنا، وإعلامنا، ونهضتنا،
هذا ليس عيبا، بل الاعتماد على آخرين لمجرد أنهم أهل الثقة، ولكنهم ليسوا بأهل الفن هو عين الخطأ، وهذا ما ننكره على غيرنا وعلى حكامنا.
الأمر يحتاج إلى تفكير ومداولات جدية، وأتمنى أن يوضع هذا الأمر على أجندة رجال العمل الإسلامي.
لابد من الاعتماد بعد الله تعالى على العلم والتقنيات الحديثة، فلربما كانت أسباب نغفل عنها ونحن في حاجة إليها.
وليكن أول عوامل النهضة، الاعتماد على الأسلوب العلمي في التفكير والتخطيط.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.