القائمة إغلاق

رسالة لعشاق النكد في العيد

بقلم: الشيخ محمد إبراهيم

بعض الناس يستكثر على المسلمين الفرح في العيد رغم أن الفرح في العيد عبادة شرعها الله تعالى، وهذا العيد وإن اقترن بفقد أحبة ومرض آخرين وجائحة عامة؛ إلا أن الفرح فيه أيضا عبادة، وقد كان أول عيد فطر احتفل به المسلمون بعد دفن رقية ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم بأسبوع؛ ومر على المدينة عيد آخر وهم في حادثة الإفك وما صاحبها من ضرر عظيم بأشرف البيوت وأشرف البشر.

ولكن للأسف بعض خطباء العيد لا يمل من تكرار بيت المتنبي: بأي حال عدت يا عيد، ثم يشرع في سرد مآسي المسلمين وكأن المستمعين له لا يدرون عنها شيئا، وينسون قول الرسول الأعظم: دعهم يا أبا بكر فهذا يوم عيدهم، وقوله: حتى تعلم يهود أن في ديننا فسحة.

وأما حزن النبي على ابنه إبراهيم وحزن يعقوب على يوسف فهذا أمر فطري طبعي فالأنبياء بشر يفرحون ويحزنون، ولكنه ليس شيئا مأمورا باستدعائه وتكلفه.

فالمشروع لنا الفرح بالعيد وإظهار السرور به، وهو من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، مع عدم خلو أعيادهم من مصائب عامة أو خاصة.

قال ابن تيمية رحمه الله: وأما ” الحزن ” فلم يأمر الله به ولا رسوله؛ بل قد نهى عنه في مواضع وإن تعلق بأمر الدين كقوله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} وقوله: {ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون} وقوله: {إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} وقوله: {ولا يحزنك قولهم} وقوله: {لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} وأمثال ذلك كثير. وذلك لأنه لا يجلب منفعة ولا يدفع مضرة فلا فائدة فيه، وما لا فائدة فيه لا يأمر الله به.

اللهم اشف إخواننا المرضى وارحم من مات منهم واربط على قلوب أهليهم واهد قلوبهم وأبعد عنهم أهل النكد والكآبة.

وتقبل الله منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير.

التعليقات

موضوعات ذات صلة