القائمة إغلاق

خطوات الشيطان – بقلم: فضيلة الشيخ علي الشريف

قص لى أحد الإخوة قصة حدثت معه وذلك أنه لما من الله عليه بالهداية واظب على الصلاة فى المسجد، ولم يكن يتخلف عن صلاة الجماعة فى المسجد أبدا، ثم فى يوم من الأيام تشاجر مع أحد الإخوة فى المسجد، فاستغل الشيطان الفرصة، فرسم له خطة إغواء طويلة المدى، فجاءه وسول له أن يصلى فى البيت، وأن يترك الذهاب إلى المسجد حتى لا يتشاجر مرة أخرى مع هذا الأخ، وفعلا صلى هذا المسكين فى بيته، وترك الصلاة فى المسجد، وفى أول يوم وجد حلاوة كبرى للصلاة، ففرح بذلك فرحا شديدا، وشعر أن قراره هذا قرار صائب، وقرر عدم الذهاب إلى المسجد مطلقا، ثم هذه الحلاوة فى الصلاة بدأت تخفت رويدا رويدا حتى تلاشت، ثم بدأ يؤخر الصلاة، ثم بدأت الصلوات تتداخل فيصلى الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء، ثم أصبح يصلى الصبح بعد شروق الشمس، ثم تطور الأمر حتى أصبح يصلى معظم الصلوات ليلا قبل أن ينام، ثم تتراكم عليه الصلوات فيثقل عن صلاتها فيمكث عدة أيام لا يصلى، ثم ترك الصلاة بالكلية، ومكث على هذا الحال عدة سنوات لا يصلى إلا صلاة الجمعة، وكان كثيرا ما يحدث نفسه بالرجوع إلى الصلاة، لكن الكسل كان مسيطرا عليه، إلى أن من الله عليه بالهداية مرة أخرى، وواظب على الصلاة فى المسجد، فقلت صدق الله تعالى: (ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) فهو يزين طريق المعاصى حتى يدخلها المسلم، ثم يستدرجه خطوة خطوة حتى يبعده فى آخر المطاف عن ربه تماما، فاحذروا خطط الشيطان وتزيينه للمعاصى وخطواته الملعونة، فإن صددته فى الخطوة الأولى لن تنزلق إلى باقى خطواته، وإذا استسلمت له فى أول خطوة كنت لباقى الخطوات أكثر استسلاما. نسأل الله تعالى أن يعصمنا وإياكم من من الشياطين ومن إغوائهم.

التعليقات

موضوعات ذات صلة