بقلم: فضيلة الشيخ أسامة حافظ
لما أطلقت الجماعة الاسلامية مبادرتها لوقف العنف وخرج أفرادها وقيادتها من السجون بدأت توفق أوضاعها على ممارسة العمل العام بالطرق السلمية ومشاركة المجتمع فى همومه وتطلعاته من خلال المؤسسات المجتمعية المختلفة كالجمعيات والأحزاب.. ورغم الصعوبات التى واجهتها إلا أنها أصبحت رقما فعالا فى العمل الوطنى والمشاركة المجتمعية.

ثم ولما حدثت أحداث 30 يونيو خرج بعض أبناء الجماعة خارج البلاد، وفى إطار محاولتهم توفيق أوضاعهم الجديدة تقدم الشيخ محمد شوقي الاسلامبولي بطلب للأمم المتحدة لرفع اسمه من قوائم الإرهاب الخاصة بها وذلك عام 2014 وبالفعل أرسلت الأمم المتحدة مبعوثا للقائه وحضر اللقاء الأستاذ منتصر الزيات محاميه الخاص وبعد حوار طويل مشفوع بكثير من الوثائق الداعمة أرسلت المبعوثة تقريرها الذى أسفر عن رفع اسمه من تلك القوائم فى شهر أغسطس عام 2016.
وشجع هذا البعض منهم على تقديم طلب برفع اسم الجماعة من قوائم الاتحاد الأوروبي عام 2016 وذلك من خلال المحكمة الأوروبية بفرنسا، ثم وبعد معركة قضائية وتقديم الدفوع والوثائق والمرافعات نجحوا فى استصدار حكم قضائي من تلك المحكمة برفع اسم الجماعة من تلك القوائم عام 2019.. ورغم حكم المحكمة البات وعدم الطعن عليه من الاتحاد الأوروبي فى الموعد المقرر إلا أنهم أعادوا الإدراج مرة أخرى لأسباب لم نعرفها وبنفس المبررات التى أهدرتها المحكمة !!!!!
ورغم أن المحامين أكدوا أن الطعن على قرار الإدراج الجديد مضمون كسبه، إلا أنهم صرفوا النظر عن ذلك ربما بسبب ارتفاع تكلفة التقاضي هناك أو لإحساسهم بعدم الجدوى من ذلك.
ثم وفي الأيام القليلة الماضية ومع المراجعة الدورية للقوائم الأمريكية قررت وزارة الخارجية المعنية بتلك القوائم رفع اسم الجماعة منها.
إلى هنا ونحن لا علاقة لنا بتلك القرارات إذ ليس فينا من يفكر في السفر إلى أمريكا ويخشى أن تعوقه تلك القوائم وليس منا من يضع قروشه فى بنوكها ويخشى أن يصادروها بموجب تلك القوائم.
ولكننا فوجئنا ببعض الإعلاميين الذين يقتاتون على الاحتراب الداخلي والتحريض على الفتنة وتمزيق لحمة المجتمع قد أزعجهم هذا القرار وانعكس انزعاجهم على برامجهم الملاكي التى دأبت على إشعال الفتنة بين طوائف المجتمع الذى أنهكته الأزمات بتحريض مفردات المجتمع على بعضهم البعض.
وبعد فنحن هنا في مصر وإن سرنا أن يرفعوا اسم الجماعة من قوائمهم إلا أنه لا يضيرنا كثيرا أن يضعنا الأمريكان على لوائحهم أو يرفعونا فليس فينا من يفكر في الرحيل إليهم ولا تهريب قروشنا إلى بنوكهم، وإنما يشغلنا مايشغل شعبنا من هموم ومايحتاجه من متطلبات، وما هو دورنا في رفع تلك الهموم، وتوفير تلك المتطلبات.
فيا مسعري نيران الفرقة ويا مشعلي الفتنة ارفعوا ألسنتكم عنا وأوقفوا تحريضكم، فالبلاد في أزمة تحتاج إلى اجتماع القلوب لا إلى تفريقها، والتحريض لا يجمع القلوب وإنما يشعل الفتنة بين طوائف المجتمع.