القائمة إغلاق

بعد أن هدأ الغبار

بقلم: فضيلة الشيخ أسامة حافظ

منذ بضع عشرة سنة بدا لى أن أكتب عن حادث المنشية دراسة سريعة قسمتها إلى ثلاثة أقسام الأول يتناول حوادث الاغتيال والتفجيرات التى نفذها التنظيم السرى للاخوان فى أواخر الاربعينات والثانية للظروف التى احاطت بالحادثة وكانت سببا فيها والثالثة تحقيق الحادث نفسه من خلال التحقيقات ومقولات من عايشوها ولكن بمجرد نشر المقال الاول والذى عرضت فيه أعمال التنظيم السرى وسردتها مجرد سرد.. ما أمر به الشيخ البنا وما أنفرد به رئيس التنظيم وما نظمه افراد دون الرجوع اليهما حتى قامت على الدنيا وتعرضت أنا والموقع والجماعة لهجوم شديد جعل الاخوة المسئولين عن الموقع يطلبون منى عدم استكمال السلسلة وعبثا حاولت اقناعهم ان الحادثة مر عليها زمن طويل وان اصحابها ماتوا جميعا ومن بقى ممن عاصروها غير فكره بعد ان عركتهم السنون ونضجت افكارهم وان التاريخ هو مخزن العبر وأنك ان عرضته للناس بأمانة ستغنيك ان يأخذه الناس من شانئيك ولكن دون جدوى فقد ظن البعض أننى اريد ان انتقص من قدر فاعليه رغم اننى لم أنقل إلامن مصادرهم الموثوقة
تذكرت هذه الحادثة وأنا أقرأ السجال حول الشيخ الكريم كرم زهدى-رحمه الله- بعد وفاته .. فقد كتب بعض اصدقائه ومحبيه كتابات يستعيدون بعض تاريخهم معه وذكروا فيها كيف أن حميته للدين تجاوزت حتى وصلت الى العنف .. ورغم أن هذا لايشينه فكثير من الشباب الوطنى انزلقوا الى تلك الحمية بحماسة الشباب فى محاولتهم تغيير الواقع الذى يرونه سيئا ثم ومع تقدم السن وتراكم الخبرات غيروا وجهتهم وقد رأينا الرئيس السادات كيف انضم لتنظيم حسين توفيق الذى اغتال وزير المالية الوفدى امين عثمان، والرئيس الاسبق عبد الناصر كيف حاول اغتيال حسين سرى، ورأينا مجلس قيادة الثوررة كلهم –باستثناء زكريا محيى الدين وجمال سالم- كيف انضموا للتنظيم السرى للاخوان وكانوا يدربون شبابهم على السلاح فى صحراء المقطم وكثير غيرهم يدعوهم حماس الشباب وحب دينهم ووطنهم لبعض الجنوح ثم يتغيرون بعد ذلك ونشر تجربتهم يفيد الآخرين فى عدم تكرار تلك التجربة
هم بالتأكيد حسنوا القصد ولايقصدون الاساءة إليه وإنما وجدوا فيها فرصة لتوجيه الشباب بطريقة غير مباشرة إذ ليس فيما فعل مايشينه .. ربما تسلل إلى مقصدهم أهداف أخرى كتبرير تسللهم إلى الاخوان أو الاشارة إلى عدم وقوعهم فى هذا المسلك إلا أن الكلام فى الجملة كان فيه حزن الصديق وألمه وتعزية محبيه
قد كنت أرى أن هذا الكلام سيكون وقعه أفضل لو كتب فى غير هذا الموضع إذ أن مقام الحزن لايناسبه هذا الكلام خاصة إذا صاحبه التنصل منه ولكن لأنى أعرف كاتبيه جيدا أجزم أن مقصدهم لم يكن الإساءة إليه خاصة وأنه سبقنا إلى الدار الآخرة
العظماء هم الذين يحملون أعمالا وتاريخا يثير الجدل والحوار يصيبون ويخطئون ويراجعون ويصححون والخاملون هم الذين لاتجد فى تاريخهم شيئا يستدعى الحوار ولا الاعتبار..
أربعوا على أنفسكم فالأمر أهون من ذلك

التعليقات

موضوعات ذات صلة