بقلم: فضيلة الشيخ علي الشريف
القلب يمرض كما يمرض البدن، وقد تتعدد أمراض القلب فتجتمع عليه فتميته، وقد يستفحل مرض واحد فيميت القلب، وموت القلب هو عدم تأثرة بالقرآن والسنة وعدم خوفه من الله، وعدم اكتراثه بالآخرة، فلا يصغى للنصيحة ولا يقبلها، لذا وجب على كل مسلم أن يجاهد هواه ولا يستسلم له، فعدم المقاومة سيتسبب حتما بعد فترة من الزمن فى موت القلب.
فقد يصاب المرء بحب المال أو الجاه أو الشهوات الحيوانية أو غيرها من الأمراض فلا يجد المرض أى مقاومة بل يجد فى القلب هوى وحبا، فما زال الرجل يكرر المعصية ويستمرأها حتى يهواها ويدمنها؛ فيضعف قلبه رويدا رويدا، والمرض يزداد ضراوة وشدة حتى يقتل القلب، فإذا مات القلب فلا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا، بل على العكس من ذلك يرى المنكر معروفا، ويرى المعروف منكرا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث العظيم: (تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا، فأى قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأى قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادا، كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه) رواه مسلم.
ومن أبيات الشعر العظيمة قول الشاعر:
والنفس كالطفل إن تهمله شب على *** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
فإن أصبت بمرض من أمراض القلوب فلا تستسلم له، بل لا بد وأن يجد هذا المرض فى قلبك مقاومة ومجاهدة، مع الاستعانة بالله تعالى، والإلحاح فى الدعاء أن يخلصك الله من هذا المرض، والإكثار من الطاعة فإن الطاعة تطهر القلوب من أمراضها، نسأل الله تعالى أن يطهر قلوبنا من أمراضها وأدرانها وأن يرزقنا قلبا طاهرا سليما.