بقلم: فضيلة الشيخ عبود الزمر
مهما طال العمر فسوف ينقضى، ومهما عاش الإنسان فسوف يموت، والفرق بين موتة شخص وآخر هو نتيجة الامتحان… أناجح هو أم راسب،؟!
أما مجموع درجاته فهو الذي يحدد مكانه بين الناجحين،ومقامه بين الفائزين،إن مقدار مايعيشه المرء فى الدنيا أشبه بالمدة التى يقضيها المسافر تحت ظل شجرة، ثم يتركها وينصرف إلى حال سبيله، وهى مدة قصيرة بالنسبة إلى السفر الطويل، ومن نعم الله علينا أن جعل لنا فى بعض الأيام نفحات ربانية يفيض بها على عباده ليتداركوا ما فاتهم من تقصير في جنب الله، فجعل لنا شهر رمضان وجعل فيه ليلة القدر التي هى خير من ألف شهر، واتبع رمضان بست من شوال، من صامها فكأنما صام الدهر.
ومن هذه الأيام الطيبة العشر الأوائل من ذي الحجة، التى تبدأ لياليها من هذه الليلة، وهى فرصة عظيمة علينا جميعاً أن نغتنمها بكل عمل صالح نبتغى به وجه الله تعالى، من صلاة وصيام وذكر ودعاء، وقراءة قرآن، واستغفار وصلة أرحام، وعيادة المرضى والإصلاح بين الناس، والصدقة والإحسان إلى الجيران، وإعانة الضعيف، ونصرة المظلوم، ورد المظالم، والتوبة من الذنوب وتجديد النوايا، والعزم على فعل الخيرات وترك المنكرات، ولزوم منهج النبي صلى الله عليه وسلم جملة وتفصيلاً.
ويكفى ان أذكر نفسى وأصدقائى بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل هذه الأيام حتى نشمر عن سواعد الجد، وندرك خير هذه الأيام الطيبة، وذلك من رواية عبدالله بن عباس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((مامن أيام العمل الصالح فيها أحب إلي الله من هذه الأيام، يعنى أيام العشر، قالوايارسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيئ)).
فلنسارع جميعاً إلى الخيرات، وإنها لفرصة لرفع الدرجات وجني الحسنات، فالبدار… البدار…
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.