القائمة إغلاق

أنا والمليونير.. قصة وعبرة..!!

بقلم: فضيلة الشيخ علي الشريف

كنت في القطار وبجواري رجل في الاربعينات من العمر، فتعرفت عليه وتعرف على، وتجاذبنا أطراف الحديث، فقص على قصة فأعجبتني، فأردت أن أقصها عليكم.

فضيلة الشيخ علي الشريف

هذا الرجل أخبرني أنه يعمل تاجرا ووسع الله عليه حتى أصبح يمتلك ملايين الجنيهات، وهو حليق اللحية ليس ملتحيا، وقال لي إنه يواظب على الصلاة ويصلي معظمها في المسجد، وأحيانا يصليها في البيت أو العمل، وأخبرني أنه بفضل الله لم يرتكب في حياته أي كبيرة من الكبائر، لكنه في الصغائر كباقي الناس فلا يخلو منها أحد، وقال لي إنه كان متزوجا امرأة صالحة وطيبة وجميلة، وكان يحبها وتحبه ثم مرضت مرضا شديدا، وما لبثت أن توفيت، فحزن عليها حزنا شديدا، ثم مرت الأيام وشعر بضرورة الزواج، فسعى إليه وفشل عدة مرات.. هذه غير جميلة، وهذه تطمع في ماله، وهذه تشترط عليه شروطا خيالية، حتى يئس وأصابه الملل، وأثناء بحثه عن زوجة وقف بسيارته الفارهة في مكان ما من شوارع القاهرة، فوقع نظره على امرأة تبيع الخضار على ناصية الشارع، وكانت فائقة الجمال وفي العشرينات من عمرها، قال.. فأردت أن أصرف نظري عنها فلم أستطع من فرط جمالها، وكانت ترتدى خمارا سابغا لا يظهر منها إلا الوجه والكفين، فجاءتني فكرة طارئة لما لا أتزوج هذه الفتاة؟، فإنها رائعة الجمال، ثم إنها محجبة، والفقر ليس عيبا، ثم إنها لن تضايقني أبدا حرصا على الحفاظ على العيشة المرفهة في الفيلا الفاخرة، فسرعان ما اختمرت الفكرة في رأسه ونزل من سيارته واتجه صوب هذه الفاتنة وشرع يسألها عن أسعار الخضروات، فلما سمع صوتها انبهر لجماله ورقته وأنوثته الطاغية، فساعده ذلك على المضي قدما فيما فكر فيه.

ثم سألها هل أنت متزوجة؟

فقالت له.. لما تسأل؟

فقال.. لعل الله يسوق إليك خيرا كثيرا

فنظرت إليه وقالت.. في الحلال أم في الحرام؟

قال.. فكدت أن أقول لها في الحلال طبعا، لكن جاءني هاتف رباني وقال لي اختبرها وقل في الحرام، فقلت لها على الفور وهو في حد ماشي على الحلال في الزمن ده، بس خدي بالك أنا هاديلك اللي تقولي عليه..

فقالت.. خمسمئة

فقلت لها.. هي ثلاثمائة مفيش غيرهم.. فوافقت!!

قال ثم تركتها متجها الى سيارتي، فصاحت أنا ماخدتش العنوان ولا الميعاد..!!

فلم ألتفت إليها وركبت سيارتي وانطلقت مسرعا وامتلأت عيناي بالدموع وأنا أحمد الله على أن أنقذني من مصيبة عظيمة كدت أن أسقط فيها..

واستطرد هذا الرجل في كلامه وقال:

وفكرت في العبر في هذه القصة فكانت كالآتي:

  • إن كرم الله ولطفه عظيم لأنه ألهمني أن أختبرها قبل أن أعرض عليها الزواج.
  • احفظ الله يحفظك، فلما أنى لم أرتكب فاحشة الزنا طول حياتي، حفظني ربي وأبعد عنى هذه المصيبة وطهر فراشي من الدنس.
  • يجب على الانسان أن يتروى ويفكر تفكيرا عميقا عند اتخاذ القرارات المهمة ولا يتعجل ولا يتسرع.
  • من أراد الزواج فلا بد أن يسأل عن الفتاة التي يريدها كيف دينها وأخلاقها وسمعتها في المنطقة وبين أصحابها، ويسأل عن أسرتها وأخلاقهم ودينهم وسمعتهم.
  • لا ينخدع الإنسان بالمظاهر، فهذه المرأة كانت محجبة ومع ذلك كانت عاهرة.
  • يُحْرَمُ الإنسان الرزق بالذنب يصيبه فهذه المرأة لو كانت طاهرة لأنعم الله عليها بالغنى والسعادة.
  • أنه يستحب للإنسان أن يستخير الله تعالى وخاصة في الأمور المهمة، وكذلك يستحب للإنسان أن يستشير أصحاب الخبرة والمعرفة قبل أن يقدم على أي أمر مهم.

فقلت له صدقت، فأعجبتني القصة والعبر التي استنبطها فأردت أن تشاركوني هذا الإعجاب.

التعليقات

موضوعات ذات صلة