استنكر الشيخ عبود الزمر موقف الحكام الغرب من القضية الفلسطينية ومجمل أزمات المنطقة، مرجعًا قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية بالقدس إلى “هشاشة الموقفين العربي والإسلامي وغياب وحدة الصف”.
وقال الزمر تعقيبًا علي موقف ترامب: “هذا القرار أفقد الولايات المتحدة دورها الرئيسي في مسيرة السلام وجعلها تابعًا لإسرائيل تجلس في المقاعد الخلفية في أي مفاوضات”.
وأشار إلى أن “ترامب يتحرك في السياسة بعقلية صاحب العضلات المفتولة الذي يتعامل مع المواقف السياسية على أنها مباراة للمصارعة التي كان مغرمًا بممارساتها في صباه”.
وشدد الزمر على “أهمية هذا التطور وضرورة تبني الأمة موقفًا وقرارًا مفصليًا من خطوة ترامب لا يقل أهمية عن قرار حرب أكتوبر والموقف العربي المساند لمصر في تلك الحرب التي اندلعت لاستعادة الأرض، كون المعركة الحالية حول القدس تدور دفاعًا عن المقدسات”.
وقال إن “تهاون من الرؤساء الحكام والملوك حيال هذه الأزمة سيشكل نقاطًا سوداء في مسيرة هؤلاء لن يتجاهلها التاريخ، بل لن تغفر لهم شعوبهم تبني أي موقف متخاذل”.
وحدد الزمر، مجموعة من الخطوات الواجب اتخاذها للدفاع عن القدس، وإجبار واشنطن على التراجع، منها “عقد اجتماع عاجل وطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، وكذلك جامعة الدول العربية المطالبتين بحزمة قرارات جادة للحفاظ على القدس عربية وعاصمة للدولة الفلسطينية”.
كما دعا إلى ضرورة تجميد العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، لحين التراجع عن القرار ووقف الاتصالات مع الولايات المتحدة، مع إمكانية استدعاء السفراء بشكل جماعي لحين العودة عن هذا القرار، ومراجعة موقف الاستثمارات العربية في الولايات المتحدة، وسحب ما أمكن منها من الأسواق الأمريكية، واستثمار جزء كبير منها في المحيطين العربي والإفريقي.
وأكد الزمر، “أهمية ووقف تدفق باقي الأموال التي تم التعهد بدفعها للولايات المتحدة في القمة الإسلامية والأمريكية بالرياض، ورفض استقبال نائب الرئيس الأمريكي مايكل ريتشارد بنس في زيارته المقررة قريبًا للمنطقة لشرح دوافع القرار الأمريكي، لاسيما أن قرار ترامب أوضح الرؤية وبالتالي لا نحتاج لمن يشرحها لنا”.
وحض الزمر، الزعماء العرب والمسلمين “على رفض قبول الولايات المتحدة كوسيط في أي أزمة، واستبدالها بالأوروبيين والروس، وقطع العلاقة مع أي دولة تنقل سفارتها مع القدس، إذ كانوا جادين فعلاً في الدفاع عن المدينة المقدسة وهويتها، وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين”.
ورأى الزمر أن “الموقف الآن مناسب لجمع شمل الأمتين العربية والإسلامية، وتوحيد الصفة، وتصفية الخلافات وفي مقدمتها أزمة الخليج”، مشيرًا إلى “إمكانية إجبار واشنطن علي التراجع عن قرارها الأخير حيال القدس إذا تمت إدارة هذه الأزمة بحكمة وقوة”.
واستدرك قائلاً: “نستطيع صنع أزمة كبيرة للولايات المتحدة قد تطيح بالرئيس ترامب خصوصًا أن السياسة الأمريكية تهتم بالعالمين العربي والإسلامي ولا تستغني عن العلاقة القوية بهما، فضلاً عن أن ترامب يواجه أزمات شديدة حولته لبطة عرجاء في عامه الأول في البيت الأبيض”.
ودعا الحكومات الغربية أيضا إلى أن “تفسح للشعوب حق التعبير عن إرادتها ورأيها في هذه القضية، خصوصًا أن هذه الشعوب تدعم أية خطوات جادة للحفاظ على القدس وهويتها انطلاقًا من قناعتها بعروبة وإسلامية القدس وأن فلسطين كلها محتلة ويجب تحريرها”.
الزمر يضع ثمانيه خطوات لاافشال قرار ترامب

التعليقات