القائمة إغلاق

الأمل الكاذب

  
بقلم د, أحمد زكريا
قليلة هى لحظات الصدق التى يحياها الإنسان فى هذه الحياة الخادعة ، ولا تتيسر مثل هذه الوقفات الحقيقية مع أغوار النفس الإنسانية إلا فى لحظات الخلوة والتجرد من زخرف الحياة الخادعة ، ومن أسر الأمل الكاذب الذى يدعيه كل منا أنه يمكن له أن يقترب من الإنسان الكامل ، وهذا وربى هو السراب بعينه ، وأعتقد أن البداية الحقيقية للإرتقاء والسمو بالنفس الإنسانية هى مواجهة النفس بحقيقتها الخادعة ووضعها أمام مرآة مستوية تخرجها من دائرة التناقض والذى يصل مع بعض النفوس إلى درجة التناقض الكامل ، بل والعيش بشخصيتين متباينتين تماما ، فالظاهرة للناس شخصية القديس والباطنة الخفية شخصية دونية ، أسلمت قيادها لإبليس وجنوده فهى مطية لشهواتها أسيرة لهواها غير عابئة بنظر الله لها ولا مراقبة الكرام الكاتبين بل حالها عند الخلوات مبارزة الله بالمعاصي غير متورعة عن إشباع تطلعها إلى مقارفة ملذاتها هاتكة للستر الشفيف المضروب عليها من قبل الله عز وجل . وهذه الحال المقيتة المفزعة التى يعيشها الكثير منا تؤذن بشر مستطير فى الدنايا ونهاية غير آمنة العواقب عند الموت،والمكاشفة هى الحل والوضوح هو السبيل فهل نملك القدرة على الوصول لتلك الحالة مهما كان فيها من قسوة وألم شديد وجلد للذات. وكلما مر عام من عمري تتأكد لدي تلك الحقيقة الصادمة،وها أنا أذكر نفسي بعد أن بلغت المحطة السادسة والأربعين بتلك النهاية القريبة التي لا أعرف لها موعدا ولا مكانا. أعتقد أنه لابد من بذل الجهد،وتكرار المحاولة قبل فوات الفرصة. فهل نستطيع؟!

التعليقات

موضوعات ذات صلة