المهندس محيي عيسى
هى دعوة قديمة بعمر الجماعة ومؤسسها حسن البنا حيث نقلت عنه المذكرات قوله ( لو استدبرت من امرى ما استقبلت لعدت بالاخوان الى عهد الماثورات
خلط العمل الدعوى بالسياسى جر على الاخوان الويلات قديما وحديثا
فقد تحول التنظيم الخاص وانحرف عن هدفه من حرب الإنجليز الى الضلوع فى سلسلة من الاغتيالات وكان ثمرتها استشهاد المؤسس حسن البنا
انضم الاخوان الى تنظيم الظباط الاحرار قبل ١٩٥٢ وساهموا ودعموا انقلاب ٢٣ يوليو وتحالفوا مع المستبد عبد الناصر
بعد نجاح الانقلاب والإطاحة بالملكية قام العسكر بحل جميع الأحزاب الا حركة الاخوان كم تم تجميد الحياة البرلمانية فرحب الاخوان بذلك مايكون
ثم كالعادة نكث العسكر وعودهم ووجهوا ضربتهم القاصمة الى الاخوان وتم إعدام واعتقال خيرة الرجال
وبعد وفاة عبد الناصر وتولى السادات الحكم أفرج عنهم واعاد لهم مقراتهم وجريدتهم
فى عصر مبارك وهو العهد الذهبى الجماعة حيث أعادت تشكيل نفسها وانتشرت فى جميع البلاد
وبعد دخول الجماعة النقابات والبرلمان تبين لنا كارثة تشابك التنظيم مع العمل النقابى والسياسى
حيث كان تدخل مكتب الإرشاد فى اختيار أعضاء النقابة وهيئة المكتب تدخلا سافرا حيث كانت تمرر ورقة علينا لاختيار هيئة المكتب
واذكر اننى سالت يوما الحاج مصطفى مشهور وكان وقتها نائب المرشد قلت له اليس الاخوان أغلبية فى الهيئة العليا للنقابة فلما لا تترك لهم حرية الاختيار لهيئة المكتب فكان جوابه رحمه الله انها سياسة الجماعة
حتى ونحن بالبرلمان وأقل عضو فينا تجاوز الثلاثين كان المكتب تدخلا مباشرا فى اختيار رئيس الكتلة البرلمانية وتاييد ترشح مبارك
بل إن الاستجواب كان لا بدّ أن ينال اولا موافقة مكتب الإرشاد قبل تقديمه
ولما انتهت حقبة مبارك بعزله كرر الاخوان نفس الخطايا السياسية والتى أدت بنا إلى أم الكوارث
ما اردت أن اخلص إليه واعتقد أن الاخويبن الكريمين الزعفرانى وعاصم كان هو المقصود فى طرحهما
ان دمج العمل الدعوى بالسياسى للإخوان أفقدها الكثير فلم ننجح سياسيا وتوقفت الدعوة نتيجة الصدامات المتكررة مع الأنظمة المستبدة
خلاصة الفكرة أن تعلن الاخوان انها حركة دعوية إصلاحية اجتماعية وأنها لا دخل لها بالسياسة
وان من اراد من أعضائها العمل بالسياسة فليقطع علاقته بالجماعة ولينشأ حزبا أو ينضم الى حزب
ليس هدف هذا الاعلان هو ارضاء النظام المستبد أو كسب القوى المعارضة
لكنه هو فى الأصل موجه الصف الاخوانى ليعلموا أن الجماعة فى طور جديد يكون جل اهتمامها الدعوة والإصلاح
فمن أراد أن يكمل الطريق معها فليعلم ذلك
ما يترتب على هذا الاعلان من مصالح
ستنتهى للابد ثنائية العسكر والإخوان والتى يشكل بها العسكر فزاعةعند القوى الإقليمية والدولية ويسوق أن البديل له هوحكم الاخوان
بعد زوال حكم العسكر سيكون على الاخوان أحمال كالجبال فى إصلاح ما افسده حكم العسكر والبداية اصلاح الصف الاخوانى
سيكون الاخوان قوة تصويتية هائلة يمكن أن ترجح كفة أى مرشح فى الانتخابات ومن ثم يمكنها المساهمة لإنجاح افضل الأحزاب وافضل مرشح رئاسة
ستشكل الاخوان جمعيات ومدارس ومؤسسات خيريةسيكون عملها التربية والإصلاح
سيتوقف نزيف الاخوان من الاصطدام مع السلطة وستكون فى المجتمع كرمانة الميزان يلجأ لها الجميع عند الخلاف
لا يعنى اعتزال الاخوان السياسة عدم الاهتمام بقضايا الأمة وانما يعنى فصل الدعوى عن السياسى فصلا كاملا
هذا هو فصل الخطاب فلما الفزع والغضب هو طرح لفكرة قابلة للنقاش والأخذ والرد ولعل فيها الخير للبلاد والعباد
لماذا نطالب باعتزال الاخوان السياسة وفصل الدعوى عن السياسى

التعليقات