القائمة إغلاق

طريق التمكين

طريق التمكين

بقلم: الشيخ علي الشريف

قال الله تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فإذا أردنا أن يغير الله حال الضعف والمهانة والذله التى يعيشها المسلمون اليوم فلا بد أن نغير من أنفسنا ونطهر قلوبنا من الأمراض المتوطنة فيه كالغل والحسد والكبر والعجب بالنفس والبخل والجبن وشهوات الفرج والجشع وحب الدنيا وغيرها من الأمراض التى استوطنت فى القلب ، فإن الله تعالى لا يمكن – تمكين هداية – للقلوب المريضة ، وقد وضع الله فى كل قلب عبد من عبيده بذور الخير وبذور الشر ثم طالبه أن ينمى ويرعىبذور الخير فى قلبه حتى تكبر وتصبح شجرة وارفة وباسقة ، وعليه أن يميت بذور الشر فى قلبه حتى لا يصبح لها أثر ، ومن بذور الشر الموجودة فى قلب كل إنسان الحسد ، ذلك الداء العضال الذى يحتاج إلى مقاومة شديدة ومجاهدة أكيدة حتى يتخلص الإنسان منه ، والحسد هو تمنى زوال نعمة الله عن عباد الله ، وهو يدل على قلب خبيث ، لا يحب الخير للناس ، إنما يحب نفسه فقط ، فإذا رأى الحاسد نعمة من نعم الله تعالى على عبد من عباد الله إشتعل قلبه نارا وهما وغيظا وحقدا ، وقد يحمله هذا الحسد على إرتكاب جرائم عظيمة ، فقد حمل الحسد إخوة يوسف على الهم بقتل أخيهم ، ثم ألقوه فى البئر ليتخلصوا منه ، وهذا ظلم عظيم ، ما حملهم عليه اإلا الحسد ، كما قال تعالى ( إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفى ضلال مبين أقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم جه أبيكم …..) .
وقد يحمل الحسد صاحبه على القتل ، كما قتل قابيل أخاه هابيل من أجل الحسد ، فقد قدم قابيل قربانا لله فلم يقبله الله منه ، وقدم هابيل قربانا فتقبله الله منه ، فحسد قابيل هابيل فقتله ، كما قال الله تعالى : ( واتلو عليهم نبأ ابنى آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك ….) .
بل قد يحمل الحسد صاحبه على الكفر ، كما حمل بنى إسرائيل على عدم الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه ليس من بنى إسرائيل ، كما قال الله تعالى : ( ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفرا به فلعنة الله على الكافرين ) .
بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يجتمع فى جوف عبد الإيمان والحسد ) حديث صحيح رواه ابن حبان .
والحسد يأكل الحسنات ويضيعها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) رواه أبو داود وابن ماجه والبيهقى وغيرهم ، وهو حديث حسن .
وقد سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( داء ) أى مرض من الأمراض الخبيثة التى تصيب القلب ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( دب إليكم داء الأمم قبلكم : الحسد ) رواه البزار بإسناد جيد .
وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم النهى الصريح عن الحسد فقال : ( لا تحاسدوا ) متفق عليه .
وقال أيضا ( لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا ) رواه الطبرانى ورواته ثقات .
وللحديث بقية إن شاء الله .

التعليقات

موضوعات ذات صلة