القائمة إغلاق

قرص طعمية واتقسم على ميه


بقلم /علاء العريني
كنا فى زنزانة فقيرة جدا فى سجن وادى النطرون عام 1995 خليط عجيب جدا من البشر يجمعهم الحب والإخاء كانت هذه الزنزانة مشهورة جدا لفقرها بين السجانين حتى أن الصول عبد العال وما أدراك ما عبد العال وكل من كان فى النطرون يعرفه برغم شدة إجرامه إلا أنه كان يتعاطف معنا فى هذه الزنزانة الفقيرة فكان يحضر لنا كل ما يتبقى معه بعد توزيع التعيين على باقى الزنازين وكان الكانتين يمر كل يوم كل يوم ليبيع للزنازين وكلما جاء إلى هذه الزنزانه يقول زنزانه وش فقر مش عايزه تنفعنا حتى جاء يوم وفتح الصول المسؤل عن الكنتين الباب فوجد الأخ المسؤل عن الغرفة يمد يده ببعض البونات التى حصلنا عليها من زنزانة مجاورة ليشترى لنا وجبة من الأسماك ففرح الصول ووقف يتندر علينا وعلى فقرنا وفى أثناء حديثه كان فى الصندوق معه قرص طعمية واحد فقط متبقى معه فنظر إلي أحد الإخوة وكان هذا الأخ مريض بالدرن ( السل) فنادى عليه وأعطاه قرص الطعمية وقال له كل ورم عضمك وكأنه يعطيه كيلو كباب وكانت المفاجئة التى أخرجت الصول عن شعوره وهو يشاهد هذا الأخ السجين الفقير المريض يمر بقرص الطعمية علي من معه فى الزنزانة وعددهم يتعدى العشرين فيقطع قطعة طغيرة من قرص الطعمية ويضعها فى فم أخيه ولم يترك أحد إلا ووضع فى فمه فتفوته صغير وهو يقول لكل أخ بسم الله كل ورم عضمك والجميع يضحك بطريقة لم نضحك بها في حياتنا بينما الصول يسب ويلعن ويخبط كف بكف ويقول قرص طعمية اتقسم علي ميه ..
قرص طعميه يا أبناء الجماعة الإسلامية. أذكر هذه القصة لنتذكر هذه الأيام التى جمعنا فيها الحب فى الله والأخوة الصادقة والتضحيات العظيمة التى وإن كان الناس يجهلونها فيكفيكم أن الله يعلمها ..
أخى الحبيب كلما وجدت فى نفسك على أخيك فتذكر هذه الأيام فما يجمعنا أعظم وأكثر مما يفرقنا ومهما كان حجم الإختلاف فى وجهات النظر ومهما اتسعت فجوة الخلاف سيظل الحب فى الله قنطرة نعبر بها فجوة الخلاف ليظل الحب هو الرابط القوى الذى يجمع القلوب ..
فقلوبنا جمعت على معنى المحبة فى الإله

التعليقات

موضوعات ذات صلة