تخلية ثم تحلية، تقويم وتزكية، تهذيب وترقية، حفظ مع صيانة، سعاية مع رعاية تكميل الذات وتكميل الغير وإصلاح الذات وإصلاح الغير.
(سورة العصر- قو أنفسكم وأهليكم نارًا، حديث خيركم من تعلم القرآن وعلمه)
– التربية للذات والتربية للغير (أبناء- زوجة- شباب)
أيهما أسبق تربية الذات- تفرغ لنفسك.
حال رجل من ألف رجل أبلغ من مقال ألف رجل في رجل) لا تتبرم من الجليس
يا أيها الرجل المعلم غيره هل لنفسك كان ذا التعليم
مواعظ الواعظ لن تقبلا حتى يعيها قلبه أولًا
خير لك أن تنتقد نفسك قبل أن تسمعه من غيرك
كيف يحقق الصلاح والتكميل؟ من خلال التربية ومجاهدة النفس
ثمرة التربية: سلوك ومعاملة مع الخلق والرب
قواعد وأسس لتحقيق التربية وثمرتها- الثمرة المطلوبة في الباطن من الظاهر
أسس وقواعد العملية التربوية:
1- أعرف نفسك- أعرف ربك- أعرف الدنيا والآخرة- أعرف الموت- أعرف حقائق الحياة الكلية
2- تكوين الإنسان: قلب- عقل، مشاعر- غرائز
3- الظاهر والباطن
4- القلب والبداية، وقضاياه (دوره- أنواعه سليم- مريض)
مرض القلوب كيف يعرف الإنسان أنه مريض
انشغل بنفسك وإصلاحها- لا تسر وحدك- تفكر واعتبر واعترف وارغب وأقبل- حاسب نفسك وابدأ
كيف تتم التربية ؟
– طريقة القدوة والأسوة الحسنة بمُشاكلة النبي صلى الله عليه وسلم والاقتراب من نموذجه (تفضيل جانب من أخلاقه وأحواله) – القدوة بإرسال نبي من البشر كنموذج للكمال البشري.
– طريق المجاهدة للنفس ورياضتها وهو التخلية من التحلية والرعاية والتزكية (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم- حديث أم سلمة إذا أراد الله بعبد خير جعل له واعظًا من قلبه) رواه أبو منصور الديلمي بإسناد جيد- سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حسن الخلق فتلى الآية (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) ثم قال: هو أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، رواه ابن مردويه باسانيد حسان عن جابر
– من حديث ابي ذر قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أوصني قال : اتق الله حيثما كنت، قال زدني، قال اتبع السيئة الحسنة تمحها قال: زدني، قال: خالق الناس بخلق حسن رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “انكم لن تسعوا الناس بأحوالكم فسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق”
رواه الذار وبعض طرقة رجاله ثقات.
قال يحيى بن معاذ: في سعة الأخلاق كنوز الأرزاق
قال الشاعر: الناس شتى إذا ما أنت ذقتهم لا يستوون كما لا يستوي الشجر
هذا له ثمر حلو مذاقته وذاك ليس له طعم ولا ثمر
- المشاعر ومراعاتها “لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء، الترمذي “لا تسبوا أصواتنا فتؤذوا احياءنا”
رواه النسائي ابن عباس بإسناد صحيح. - انشغل بنفسك لا يكن همك البحث عن عيوب غيرك
أنت لست كاملًا- لا تشغل قلبك بسوء في غيرك- ترك الخصومة- ترك الحسد والحقد
لا تسر وحدك: البيئة الصالحة- ابحث عن رفقة- استعن بغيرك على نفسك
يا أبتِ استأجره إن خير استأجرت القوي الأمين) دلالة الظاهر على أخلاق البواطن. - المشاعر حزن وفرح حب وكره- سخط ورضا- حنان وجفاء- قسوة ورقة- قلق وطمأنينة
تهذيب المشاعر لا إلغاؤها- السمو بالمشاعر كما في الآية (ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة..) النور - أن تعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك وأن تصل من قطعك)
- شاعر القلق وعلاجها ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وقال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا..)
وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم.
قال الحسن: لا تكرهوا الملمات.
قال الشاعر: رب أمر تتقيه .. جر أمرًأ ترتضيه
ضبط المشاعر والسمو بها منفصلًا عن مشاعر الغير (لا تسعوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا)
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) (ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه)
معالم على طريق مجاهدة النفس :
انشغل بنفسك
لا تسر وحدك
تفكر فستبصر
إنهض من غفوتك وغفلتك .. كيف ؟
تفكر إبراهيم عليه السلام في ملكوت السماوات وأثره في كشف زيف الباطل
تحث النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء حتى يتفكر ويتعبد (الذين يتفكرون في خلق السماوات والأرض) قال الأوزاعي: عن غاية التفكر فيهن: يقرأهن ويعقلهن.
سأل رجل أم ذر عن عبادة أبي ذر قالت كان نهاره أجمع في ناحية البيت يتفكر
قال الحسن: تفكر ساعة خير من قيام ليلة: وقال الفضيل الفكر مرآة تريك حسناتك وسيئاتك وكان سفيان بن عيينة كثيرًا ما يتمثل قول الشاعر:
إذا المرء كانت له فكرة ففي كل شيء له عبرة
قال وهب بن منبه: ما طالت فكرة امريء قط إلا علم، وما علم امرؤ قط إلا عمل
– عندما فتحت قبرص جلس أبو زيد يبكي وهو يرى أصل قبرص وقد فرق بينهم وهم يبكون فقيل له:
مالك تبكي في يوم أعز الله فيه الإسلام فقال: ويحك يا جبير ما اهون الخلق على الله إذا هم تركوا أمره؟ بينا هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك .. تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى
– عن طاوس قال: الحوار يوم لعيسى بن مريم: يا روح الله هل على الأرض اليوم مثلك ؟
فقال نعم من كان منطقه ذكرًا، وصمته فكرًا، ونظره عبرة فهو مثلي
قال الحسن من لم يكن كلامه ذكرًا فهو لغو، ومن لم يكن سكوته فكرًا فهو سهو، ومن لم يكن نظره اعتبارًا فهو لهو.
قالت امرأة: لو اتطلعت قلوب المتقين بفكرها إلى ما قد دخر لها في حجب الغيب من خير الآخرة لم يرق لهم في الدنيا عيسى ولهم تقر لهم في الدنيا عين.
قال عمر بن عبدالعزيز: الفكرة في نعم الله من أفضل العبادة
قال ابن المبارك لسهيل وقد رآه متفكرًا: أين بلغت .. قال: الصراط
قال بشر: لو تفكر الناس في عظة الله ما عصوا الله عزوجل
قال ابن عباس: ركعتان مقتصدتان من تفكر خير من قيام ليلة بلا قلب
– وبينا أبو شريح عيش إذا جلس فتقنع بكساءٍ فجعل يبكي فقيل له ما يبكيك؟ قال تفكرت في ذهاب عمري، وقلة عملي، واقترب أجلي.
قال أبو سليمان: عودوا أعينكم البكاء وقلوبكم التفكر وقال الفكر في الدنيا حجاب عن الآخرة وعقوبة لأهل الولاية، والفكر في الآخرة يورث الحكمة ويحيي القلوب.
قال ابن عباس: التفكر في الخير يدعو إلى العمل به، والندم على الشر يدعو إلى تركه
قال الشافعي: فتفكر قبل أن تعزم، وتدبر قبل أن تهجم، وشاور قبل أن تقدم وقال: الفضائل أربعة: احداها الحكمة وقوامها الفكرة، والثانية العفة في الشهوة، والثالثة القوة وقوامها في العطب، والرابعة العدل وقوامه في اعتدال قوى النفس.
ملحوظة هذا القول يحتاج لمراجعة !
قال الغزالي: الفكر هو إحضار معرفتين في القلب ليستثمر منهما معرفة ثالثة مثل أن من حال إلى العاجلة فعليه أن يعرف أن الآخرة أولى بالإتيان ولا يمكن ذلك إلا باستحضار معرفتين هما:
أن الأبقى أولى بالإتيان ثم يعرف أن الآخرة أبقى
قال الغزالي: ثمرة الفكر فهي العلوم والأحوال و الأعمال.
العمر يمر، والحساب سر، فاحرص على ما يفيد ولا يضر
قيل: التفكر هو الذي ينقل من المكاره إلى المحاب، ومن الرغبة والحرص إلى الزهد، وقيل هو الذي يحدث مشاهدة وتقوى: لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا، فهنا خمس درجات: أولاها التذكر وهو إحضار المعرفتين في القلب، وثانيتها التفكر وهو طلب المعرفة المتولدة منهما، والثالثة: حصول المعرفة المطلوبة واستنارة القلب لها والرابعة تغير حال القلب عما كان بسبب حصول نور المعرفة والخامسة:
خدمة الجوارح للقلب بحسب ما يتجدد له من الحال فكلما يضرب الحجر على الحديد يخرج منه نار يستضيء بها فتصير العين بعده مبصرة بعد أن لم تكن مبصرة وتنتهض الأعضاء للعمل فكذلك رثاء نور المعرفة هو الفكر فإذن ثمرة الفكر العلوم، والأحوال. م المعلوم لا نهاية لها والأحوال التي تتصور تتقلب على التعلب لا يمكن حصرها ولهذا لو أراد مريد أن يحصر فنون الفكر ومجاريه وأنه في ماذا يتفكر لم يقدر عليه
يروى أن ابا سليمان الداراني أخذ قدح الماء ليتوضأ لصلاة الليل وعنده ضيف فرآه لما أدخل أصبعه في أذن القدح أقام لذلك متفكرًا حتى طلع الفجر فقال له ما هذا يا أبا سليمان قال: إنني لما طرحت أصبعي في أذن القدح تفكرت في قول الله “إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون) فتفكرت في حالي وكيف أتلقى الغُل إن طرح في عنقي يوم القيامة فما زلت في ذلك حتى أصبحت “أ.ه
لا تسر وحدك
البيئة الصالحة: قال الغزالي: وتحقق أن الجليس الصالح خير من الوحدة وأن الوحدة خير من الجليس السوء وقال: إن وجدت جليسًا تذكرك الله رؤيته وسيرته فالزمه ولا تفارقه واغتنمه ولا تحقره فإنه غنيمة العاقل ومسألة المؤمن.
روى مسلم والبخاري عن أبي موسى: إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء وكحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك أو أن تبتاع منه وإما تجد منه ريحًا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة.
قيل: معاشرة الأشرار تورث سوء الظن بالأبرار.
قال ابن السماك: أما بعد فإن الناس كانوا دواء يتداوى به فصاروا داء لا دواء له ففر منهم فرارك من الأسد.
قال أبو الدرداء كان الناس ورقًا لا شوك فيه فالناس اليوم شوك لا ورق فيه.
استعن بمن يعينك
المجاهدة: المعنى اصطراع داخلي بين قوى الخير وقوى الشر شرطاها (الصدق – المتابعة)
عوامل عدة للمجاهدة:
أ- انشغل بنفسك (القلب المحموم)
ب- البيئة الصالحة
المجاهدة: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبُلنا) (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا)
وفي الحديث (المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله) رواه الترمذي وصححه.
حديث (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرافه فقعد له في طريقه الإسلام فقال أتسلم وتترك دينك .. الحديث رواه النسائي بإسناد صحيح.
المجال التربوي: الإنسان ظاهرًأ وباطنًا (وذروا ظاهر الإثم وباطنه) سريرته وعلانيته
أولًا الباطن 1- القلب (التقوى ههنا) أنها لا تقي بصد، ولكن تقي القلوب التي في الصدور
2- العقل: حديث ماذا تعدون هذا فيكم .. هذا خير من الأرض من هذا
3- غرائز: طعام وشهوات
4- مشاعر احبب حبيبك هونا ما، لا تسبوا الأخوات فتؤذوا الأحياء
الظاهر:
1- الجوارح طاعتها
2- السلوك أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم إن من جلال الله تعالى إكرام الشيبة المسلم
ما وقر شاب شيخًا إلا قيض له الله في سنه من يوقره (غريب)
ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا – خالق الناس بخلق حسن
العادات: يا غلام كل بيمينك ودلالتها
التفكر الصوم هو على درجات – حفظ البطن والفرج عن الشهوة
2- كف الجوارح عن الأثام وهذا يتم لستة أشياء
أ- كف البصر
ب- كف السمع
ج- كف اللسان
د- كف بقية الجوارح عن الآثام (اليد والرجل وكف البطن عن الشبهات وقت الإفطار
ه- أن لا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار وأن يكون قلبه مضطر بابين الرجاء والخوف
قال الحسن وقد مر بقوم يضحكون: إن الله جعل مضان مضمار الخلقة يستبقون فيه لطاعته فسبق قوم ففازوا وتخلف قوم فخابوا فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه السابقون وخسر فيه المبطلون.
وقيل للأحنف بن قيس أنك شيخ كبير والصيام يضعفك فقال: اني على سفر طويل والصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذابه
صوم القلب عن الهمم الدينة من الأحكام الدنيوية وكفه عما سوى الله بالكلية ويحصل الفطر منه بالتفكر فيما سوى الله والفكر في الدنيا إلا دنيا تراد الدين
إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات
فستبصر معناها اللغوي الاصطلاحي (وهو تبين ما ينفع وما يضر) وهي (ما خلصك من الحيرة إما بإيمان وإما ببيان) وهي أعلى ثمرات التفكر
أمثلة البصيرة: أبيات المبارك الذنوب تميت القلوب
وقول ابن تيمية (الأمر أمران أمر لك في حيلة فلا تعجز عنه وأمر آخر لسيف فيه حيلة فلا تجزع منه)
قول معاوية لعمرو لِمَ سَمَوْك داهية العرب ؟
البصيرة تخليص العبد من الجرة .. ما يضره مما ينفعه