الشيخ عبد الآخر حماد
السؤال :
تسببت في حادث مرور أدى إلى وفاة صديقي الذي كان بجانبي في السيارة ووفاة امرأة حامل في السيارة المقابلة بسبب النوم فما حكم الشرع فيّ مع العلم أني صمت شهرين متتاليين ؟
الجواب :
الحمد لله وبعد فالواجب عليك في هذه الحالة هو ما أوجبه الله تعالى في القتل الخطأ وهو ما جاء في قوله تعالى : ( ومن قتل مؤمناً خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله ) إلى قوله تعالى ( فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليماً حكيماً ) ، فالواجب أمران أولهما دية كل شخص من الشخصين اللذين تسببت في وفاتهما ، والثاني الكفارة وهي عتق رقبة مؤمنة فإن لم يوجد كما هو الحال الآن فعليك صيام شهرين متابعين ، وحيث إنك قد صمت شهرين متتابعين فإن هذه كفارة قتل أحد الشخصين ويبقى عليك صيام شهرين متتابعين آخرين كفارة قتل الشخص الآخر ، وأما مسألة الدية فإن الأصل دفع دية لورثة كل واحد من الشخصين اللذين تسببت في وفاتهما ، والأصل كذلك أن تقوم عاقلتك بدفع تلك الدية والعاقلة هم أقاربك الذكور البالغون ، لكن إنْ تصالحت مع أهل القتيلين فسامحوك في أمر الدية فلا شيء عليك إن شاء الله ، وكذلك إن دفعت شركة التأمين الديتين فالذي يظهر أنه تبرأ ذمتك بذلك ، لأن تلك الشركة ما دامت قد التزمت بدفع الدية في مثل هذه الحالة ، وقامت بدفعها إلى ورثة المتوفى فليس لهم أن يطالبوا المتسبب في القتل لا هو ولا عاقلته بشيء ، إلا أنه يبقى عليك ما ذكرناه من صيام شهرين متتابعين آخرين ، هذا والله تعالى أعلم .