القائمة إغلاق

أخطاء الحركة الاسلامية ” الأسباب “

بقلم د / عصام دربالة

حسب أن البحث عن أسباب ظهور وتكرار الأخطاء في أثناء ممارسة العمل الجهادي أمر يهم الجميع دون استثناء .

فالحركة الإسلامية مدعوَّة لذلك البحث انطلاقا من حرصها على تصحيح مسيرة أبنائها عبر معرفة هذه الأسباب ولكى تقطع الطريق على من يستغل هذه الأخطاء لتشويه دعوتها ومهاجمة دينها .

أما من هم خارج إطار تلك الحركة فلا شك في أنهم شركاء مع تلك الحركات في مهمة تصحيح أخطاء المنتسبين للإسلام .

وهم مسئولون أيضا على الحفاظ على نقاء الإسلام وصفاء شريعته فهذه مسئولية لا تحتكرها الحركات الإسلامية وإنما تقع عاتق كل مسلم بعيدا عن الالتزام بأى أطر تنظيمية .

هذا فضلا عن أن هؤلاء هم أكثر من يعانون من ويلات تلك الأخطاء سواء على مستوى أمنهم الشخصيِّ أو الحفاظ على ممتلكاتهم أو على مستوى استقرار أوطانهم وقوة مجتمعاتهم .

وإذا كان الأمر على هذه الدرجة من الأهمية بالنسبة للجميع فمن الواجب أن يأتى البحث عن هذه الأسباب متسما بالموضوعية والشمول والعمق إذا ما أريد تمهيد الطريق أمام علاج ناجح لهذه الأخطاء يمنع من تكرارها أو يدرأ آثارها السلبية .

ومن الخطأ الفادح السعى لترويج رؤية جزئية فى تفسير هذه الظاهرة , لا لأنها لا تساعد على تقديم حل متكامل فحسب و لكن – وهو الأهم – أن مثل هذه الرؤية الجزئية لن تكون محلا للثقة من الكثيرين .

ولذا فنحن لا نوافق على ما اعتاده البعض عند تناول هذه القضية من تحميل الحركات الجهادية المسؤولية الكاملة عن تلك الأخطاء , وجعل أسباب حدوثها من نصيبها دون غيرها لأن مثل هذا التحليل يجافى الموضوعية والحقيقة فى آن واحد .

فالحقيقة مثل هذه الظاهرة هى صناعة مشتركة بين تلك الحركات وغيرها

وانطلاقا من هذه القناعة سيأتى تصنيفنا للأسباب التى تقف وراء ظاهرة تكرار وتنوع الأخطاء أثناء ممارسة العمل الجهادى مقسما إلى قسمين :

       قسم نخصصه للأسباب التى تنبع من داخل الحركات الإسلامية .

       قسم للأسباب النابعة من خارج هذه الحركات .

وذلك على النحو التالى :

  • القسم الأول ” أسباب ظاهرة تكرار وتنوع الأخطاء أثناء الممارسة الجهادية النابعة من داخل الحركات الإسلامية

قد يرى البعض ومعه بعض الحق – أن البحث عن الأسباب التي تقف وراء ظاهرة تكرار وتنوع الأخطار أثناء الممارسة الجهادية أمر ينبغى الاقتصار فيه على الحركات الإسلامية الجهادية دون غيرها من الحركات الإسلامية سواء كانت دعوية أو سياسية أو حتى صوفية , لأن هذه الحركات الجهادية هى التي تمارس الجهاد حقيقة وهى التي تقع منها الأخطاء بواقعية , وهى التي رفضت نصائح وتحذيرات غيرها من الحركات من ولوج هذه المعترك الصعب , وهذه كله صحيح لكنه يهمل حقيقة هامة .

فلا شك في أن الحركات الإسلامية الجهادية هى التى يتوجه إليها مثل هذا الأمر لكن هذا لا يمنع من وجود بعض الأسباب الأخرى الناجمة من حالة التفاعل الناشئ من تنوع الحركات الإسلامية وما ينجم عنه من تنافس قد يأخذ أحيانا منحنىً سلبيا .

فهناك تنافس بين الحركات الجهادية ذاتها , وهناك تنافس بين تلك الحركات وغيرها , وهناك نقد لاذع  متبادل بينهما فى كثير من الأحيان وهو ما يسهم بدرجة أو أخرى فى ظهور بعض هذه الأخطاء أو تكرارها .

فإذا ما أضفنا لذلك جملة الأسباب التى تنبئنا بها طبيعة تلك الأخطاء فى صورها المختلفة فإننا يمكن أن نوجز الأسباب التى تقف وراء تلك الظاهرة فى الآتى :

  1. غلبة نوازع النفس السلبية على قرارات بعض الأفراد أو القادة أو الحركات فى التعامل مع بعض الأحداث أو المواقف مما يولد انحرافا فى القصد والنوايا بغض النظر عن مدى مشروعية هذه الأعمال .

ومن أمثلة هذا ما تقوم به بعض الحركات الجهادية من أعمال قتالية لمجرد إثبات الوجود لمنافسة حركة جهادية أخرى تمارس مثل هذه الأعمال , ومثل هذا الأمر يكشف خللا تربويا داخل هذه الحركات يحتاج إلى تقويم .

  1. الخلل فى فهم المنهج الإسلامى عامة والجهاد خاصة , مما يؤدى إلى الخلط بين الغايات والوسائل , ويهدر فقه الأولويات والموازنات والمصالح والمفاسد والضرورات .
  2. الخلل المعرفى المتعلق بجهل بعض أحكام الجهاد الصحيحة وهو ما يعكس قصورا في البنيان العلمى داخل الحركة الإسلامية .

  1. افتقار الحركة الإسلامية إلى الكوادر العلمية التى بلغت حد الاجتهاد الشرعى والقادر على تنزيل الأحكام الشرعية على الواقع بصورة صحيحة , وهو ما أدى إلى اغتصاب البعض من غير المؤهلين لدور المجتهدين وهو ما نجمت عنه أخطاء كثيرة .

  1. اضمحلال الوعي بالواقع ومعطياته ومستجداته مما يجعل الكثير من القرارات تأتي مخاصمة له ومستعصية على التنفيذ , فضلا عن اصدار أحكام غير صحيحة نتيجة للتوصيف الخاطئ للواقع .

  1. التعامل الخاطي مع أقوال الفقهاء المبثوثة فى أبواب الجهاد بكتب الفقه , وعدم الالتفات إلى الفارق بين الفقه الذي ينبغى أن يحكم الواقع المعاش اليوم , والفقه الذي صاغه هؤلاء الفقهاء الأجلاء لمواجهة واقعهم .

  1. الافتقار لآلية صحيحة ومنضبطة لاتخاذ القرار فى كثير من الواقع داخل العمل الإسلامي مما يسمح بوقوع حوادث خطيرة من جراء قرارات فردية من أشخاص قد يفتقرون إلى أدنى أهلية لذلك ودون ان يناط بهم أى مسئولية .

  1. عدم وجود آليات واضحة وفعالة لمحاسبة المخطئين وتحديد المسئوليات واتخاذ الإجراءات الصحيحة .

  1. ضعف القدرات القيادية لبعض المسئولين فى كثير من الواقع مما قد يجعل هذه القيادات أسيرة للشعارات الحماسية , ولا تجيد فن الموازنات الشرعية وربما تتحرك تحت ضغط الأفراد دونما اعتبار لحسابات المصالح الشرعية الكلية .

  1. تأخر بعض الحركات الجهادية فى الاعتراف بالأخطاء وعدم المسارعة فى تصحيحها , مما يولد وهما بصوابها عند البعض ومن ثَمَّ الوقوع فى محاكاتها .

  1. عدم الاعتبار بخبرات الحركات الإسلامية صاحبة التجربة الجهادية السابقة , وعدم تناقل هذه الخبرات بشكل يمنع من تكرار هذه الأخطاء .

  1. التنافس السلبي بين بعض الحركات الإسلامية مما يدفع هذه الحركات لتبنى منهج تبرئة الذات من أي أخطاء , والدفاع عن كل قراراتها ومواقفها الصحيحة والخاطئة على حد سواء , خوفا من تعرضها لانتقادات من الحركات المنافسة قد تؤدى لخسارتها بعضا من قواعدها ومواقعها .

  1. الفهم المخلوط لقضية المراجعة لدى البعض حيث لا ينتبهون إلى أهمية مراجعة الحركة الإسلامية لأعمالها وتصحيح أخطائها , وهذا ناجم عن اعتقادهم الخاطئ أن فعل شيء من هذا القبيل يمثل تهديدا لوجود حركاتهم وقد يدفع للانفضاض عن دعوتهم .

  1. التركيبة العمرية لأغلبية العاملين فى الحركات الجهادية يغلب عليها العنصر الشبابى وهو ينحاز إلى الخيارات الحماسية ويميل إلى خوض التجارب بنفسه ولا يملك خبرة طويلة فى مضمار العمل الجهادى مما يؤثر سلبا على أدائه وقراراته .

  1. الميل للعمل السري فى ظل الحظر المفروض على العمل العلني مما يفتح الباب أمام افراز العديد من الأخطاء والتكتم عليها بدعوى ضرورات الحذر والسرية .

  1. شيوع بعض الأنماط الخاطئة من التفكير لدى بعض العاملين في الحركات الجهادية ينطلق بعضها من فرضيات معينة خاطئة , والبعض الآخر يتسم بعدم الواقعية فى تقدير القدرات الذاتية ويفتقر إلى المرونة فى مواجهة مستجدات الواقع اليومية أو يعتمد على نقل تجارب سابقة ناجحة إلى واقعه مما يؤدى إلى الوقوع فى القياسات الخاطئة .

  1. عدم الإلمام بأصول وقواعد السياسة الشرعية التى تتيح للفئة المؤمنة العديد من الخيارات لمواجهة متغيرات الواقع ولا تتمحور حول الجهاد كخيار وحيد فحسب .

هذه هى أهم الاسباب من وجهة نظرنا التى تنبع من داخل الحركات الإسلامية وتسهم فى ظهور الأخطاء أثناء الممارسة الجهادية , ولكن ينبغى التنبيه على أنه ليس معنى ما سبق أن كل الحركات الإسلامية يوجد بها مثل هذا القصور جملة واحدة فهذا أمر يجافى الحقيقة والواقع , والأنصاف يقتدى منا القول بأن بعض هذه الأسباب قد تتحملها حركة ما بينما تتحمل حركة أخرى المسئولية عن بعض الأسباب الأخرى .

كما ينبغي القول أن تحمل بعض الحركات المسئولية عن هذه الأخطاء لا ينبغى أن يفهم على انه وصم لكل أعمالها وعطاءاتها في مجالات العمل الإسلامى المتنوع بالخطأ , فالعدل والإنصاف يأبيان ذلك القول

من ذا الذي ما ساء قط          ومن له الحسنى فقط؟

  • القسم الثانى ” الأسباب النابعة من الظروف المحلية والدولية المحيطة ”

وربما يقول قائل: لا يصح أن نفسر الأخطاء التى يقع فيها بعض المجاهدين بأمور خارجة عنهم سواء كانت نابعة من ظروف محيطة أو سياسيات ضاغطة , لأن خطا الآخرين أو صعوبة الأوضاع لا يبرر خطأ المجاهدين .

وهذا القول يبدو صحيحا فى أحد جوانبه حيث لا يختلف أحد على أن أخطاء الآخرين لا تبرر الوقوع فى الأخطاء , ولكن هذا القول من ناحية أخرى يبدو نظرياً مثالياً يخاصم الواقع , لأنه يهمل الارتباط الوثيق بين الأفعال وردود الافعال .

ونظرا لأن المواجهات بين المجاهدين وغيرهم والتى تنطوى على العديد من الأخطاء تمتد عبر العالم شرقا وغربا , فإن الأسباب الخارجية النابعة من الظروف المحيطة ستأتي متنوعة , تارة دولية وأخرى محلية , ويمكن الإشارة السريعة الموجزة لأهم هذه الأسباب التى تمثل قاسما مشتركا قد تُسهم معرفتها في تفسير هذه الظاهرة على النحو التالي .

  1. سياسات الضغط  والإقصاء للتيار الإسلامىي على المستوي المحلي

في أكثر من قطر من الأقطار الإسلامية تتعرض كل أو بعض فصائل التيار الإسلامى إلى سياسات ضاغطة تتراوح فى شدتها وقسوتها من مكان لآخر , وإن جمعتها فلسفة واحدة تسعى لإقصاء هذا التيار عن المشاركة فى صياغة حاضر ومستقبل مجتمعاته .

وقد يقدر البعض أن هذا السبب يصلح لتفسير اشتعال المواجهات دون الوقوع فى الأخطاء , وهذا تقدير في غير محله , لأن إحساس أبناء هذا التيار بالإقصاء مع السماح لتيارات أخرى معادية للدين بالوجود وحرية الحركة يترجم عادة إلى أن هذا موقف معاد للدين ذاته فإن أضيف إلى ذلك ما يمارس من أساليب ضاغطة على مستويات مختلفة على المنسبين لهذا التيار الإسلامى فالنتيجة المتوقعة هى الاندفاع المضاد وفقا لنظرية الفعل ورد الفعل وهو غالبا ما يأتى مشبعا بالأخطاء فى الأحكام والحسابات

 ولنستعرض من واقع أمتنا بعض النماذج التي تبين مثل هذا الارتباط وتؤكده .

       النموذج الأول :  ما انتهجته الجماعة الإسلامية المسلمة بالجزائر من قصد الأطفال والنساء بالقتل خاصة أبناء وزوجات العاملين بالدرك والجيش الجزائرى وذلك للانتقام والثأر لزوجات أعضاء الجماعة اللاتى تعرضن للتعذيب على أيدى جنود الدرَك والجيش الجزائرى .

وهكذا انحرفت الجماعة المسلحة بالجزائر عن صحيح الدين وخالفت بفعلها هذا إجماع علماء المسلمين , ولكن عندما ننظر فى الدافع الذى دفعهم إلي هذا الاختيار نجده تلك السياسة الجائرة التى استهدفت نساء المنسبين لهذه الجماعة 0

       النموذج الثانى :  ما اتُبِع فى أوقات سابقة من سياسات تمديد اعتقال القادة من التيار الإسلامى لفترات ممتدة مما دفع إلي تبوء بعض الأفراد قليلي الخبرة والمعرفة الشرعية مواقع المسئولية بدلا من هؤلاء القادة المعتقلين فجاء تعاملهم مع الأحداث منطويا على الخطأ لغياب الخبرة والانضباط الشرعى .

       النموذج الثالث :  ظهور التيار التكفيرى في مصر جراء سياسة التعذيب التى اتبعت فى حقبة الستينات من القرن الماضى فى السجون الناصرية ، واستمرار سياسات الضغط والاقصاء يدفع بلا شك هذه الفصائل إلى دخول عالم العمل السرى وما يوفره هذا العالم من بيئة مواتية لتوليد الأخطاء وتزايد الأخطار .

  1. عدم تطبيق الشريعة الإسلامية :

الناظر فى المواجهات التى دارت رحاها فى أكثر من قطر من أقطار أمتنا الإسلامية يجد أن قضية تطبيق الشريعة الإسلامية كانت حاضرة بصورة أو أخرى. فهناك تأكيد مستمر من بعض الأنظمة على أن هناك أعذارا تحول دون هذا التطبيق , والبعض الآخر منها يرى أن الشريعة الإسلامية مطبقة جملة وتفصيلا , وفى المقابل هناك قناعة سائدة لدى العديد من الفصائل الإسلامية بأن هذه الأعذار لا تبرر إغفال تطبيق الشريعة كما أن القول بتطبيق الشريعة (أي أنها مطبقة فعلا)أمر يجافى الواقع والحقيقة 0     

 ومع عدم إقدام الحركات الإسلامية على طرح تصوراتها لكيفية تطبيق الشريعة فى ظل الدولة العصرية , وإحجام النظم عن القيام بهذا الدور , تستمر عجلة المواجهات فى الدوران حاملة معها أخطاء متناثرة هنا وهناك

  1. تحريض التطرف الإلحادى علي كل ما هو إسلامي :

في ظل هامش الحرية المسموح به داخل بعض الأقطار الإسلامية يمكن رصد استفحال ظاهرة الهجوم والتحريض السافر على كل ما هو إسلامي من بعض التيارات الإلحادية .

فقد عمدت هذه التيارات إلي تحريض الحكومات على البطش بالتيار الإسلامي تحت مزاعم شتى , وكثيرا ما شككت في بعض الثوابت الدينية دون أن يطرف لها جفن .

ومن الطبيعى أن تجد – والحال كذلك – أحكاما قاسية تصدر من بعض فصائل التيار الإسلامي ليس على هذه التيارات الإلحادية فحسب , ولكن الأمر يمتد إلى المجتمعات بأسرها حيث توصم بالكفر والجاهلية .

ونلاحظ أنه كلما زاد جموح هذه التيارات الإلحادية فى تعديها على الثوابت الإسلامية ازداد الجنوح لدى الطرف المقابل , مما يولد المزيد من الأخطاء خاصة مع تزايد رقعة الفساد والاباحية فى داخل هذه المجتمعات .

  1. عدم الثقة فى المؤسسات الدينية الرسمية :

نتيجة لأسباب كثيرة عديدة – ليس هذا مقام بيانها – نجد ان هناك ثقة مفقودة بين الشباب المسلم خاصة وممثلى المؤسسات الدينية الرسمية .

وافتقاد هذه الثقة يؤدى إلى إغلاق باب من أبواب الحوار الخلَّاق الذى يجب أن يتم بين الشباب المسلم وشريحة أساسية وهامة من علماء الدين وهذا إذا ما تم فى ظل وجود ثقة حقيقية بين الطرفين سيؤدى حتما لترشيد المواقف والأعمال , ويمثل سياجا مانعا أمام وقوع مزيد من الأخطاء .

لكن المشكلة الحقيقية فى ظل الثقة المفقودة فى المؤسسات الدينية وعلمائها هى أن استقاء الفتاوي الشرعية المنظمة لأخطر القضايا الجهادية سيتجه إلى آخرين ربما لا يملكون الأهلية الشرعية اللازمة لإبداء الرأى الشرعي الصحيح , مما يؤدى إلي وقوع مزيد من الأخطاء .

وجدير بالذكر أن استعادة الثقة المفقودة مسألة هامة , لكن يجب التنبيه إلى أنها لا تتم بقرار وزاري أو بالزام قانوني , فالأمر يحتاج إلي ما هو أكثر من ذلك بكثير .

  1. السياسات الدولية المُعادية للإسلام :

بعد انتهاء الحرب الباردة وتفرُّد الولايات المتحدة الأمريكية مركز القطب الأوحد بدأت وقائع إحكام الحصار على كل ما هو إسلامي فى التزايد المُطَّرِد حتى بلغ قمته عقب أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 للسيطرة على مراكز الثقل الاستراتيجي فى العالم واستئصال ما أسموه “الخطر الإسلامى على الحضارة الغربية” .

وجاءت هذه اللهجة الشرسة فى ظل ممارسة أمريكا لسياسة الكيل بمكيالين فى القضايا المتعلقة بالعالم الإسلامى , مما أوجد حالة عداء متزايدة ضد هذه التوجهات المعادية للإسلام دينا وشعوبا . ومن هنا بدأت ردود الافعال ضد هذه السياسة الجائرة وحملات التشويه المتعمدة للإسلام تنحو مناحي شتَّى قد لا تعبِّر بالضرورة عن الموقف الصحيح للإسلام تجاه الآخر .

تلك كانت إشارة سريعة موجزة لأهم الأسباب التى نعتقد أنها تُسهِم فى تفسير ظاهرة تكرار وتنوع الأخطاء أثناء الممارسة الجهادية , ونحن لا ندعى أننا قد استقصيناها فى هذا المقام , ولكن الذى يمكننا أن ندعيه هو أننا بما ذكرنا وضعنا قطار البحث عنها على القضبان وإن كان الأمر يحتاج إلى مزيد من جهد المخلصين المحبين لهذا الدين سواء لاستقصاء باقى الأسباب أو تقديم روشته العلاج .

التعليقات

موضوعات ذات صلة