القائمة إغلاق

أسرتك ومسؤلية الدعوة

 

علي الديناري

الدعوة إلى الله واجب شرعي ، وشرف ومسؤلية.

الدعوة الى الله لها فضل عظيم على الأسرة المسلمة فهي سبب في حفظ ابناء الأسرة وإبعادهم عن طرق الفساد والانحراف ، وهي رفع لهمة الأسرة حتى لاتنشغل بالتفاهات التي تؤدي غالبا الى الشجار والخلاف ،وهي إغلاق لمداخل الشيطان على الأسرة

وحتى تقوم الأسرة بهذه الرسالة رسالة الدعوة الى الله وبمسؤليتها أمام الله وأمام االأجيال القادمة إليك بعض التوصيات المهمة:

ـ أقم الدين في بيتك

ـ كن قدوة  في بيتك وطابق بين قولك وقعلك يصبح بيتك مدرسة وبذلك يتخرج أبناؤك دعاة ناجحين

ـ احذر أن تكون أقوالك مناقضة لأفعالك فيرى أبناؤك ان أفعالك  في البيت تخالف أقوالك للناس وماتدعوهم اليه في الخارج

ـ أبناؤك هم أقرب الناس إليك وهم يشمون تقواك وورعك وأمانتك وكذلك يرقبون تقواك لله في خلوتك وسرك

ـ لاتجعل شعور ابنائك هو مايقوله ابناء بعض الدعاة (والدنا في الخارج شيء وفي البيت شيء مختلف)

ـ كونك قدوة في حد ذاته يجعل أبناءك يقتدون بك ويحبون شخصيتك ويتمنون أن يكونوا مثلك؛ والعكس صحيح تماما غلظتك في بيتك ومخالفة اقوالك لأفعالك يكرِّه أبناءك فيك وفي دعوتك وفي أصدقائك وكل من يشبهك فتظلم نفسك وتظتلم ابناءك وتظلم الدعوة والدعاة

ـ أهل بيتك هم أولى الناس بإحسانك وحسن خلقك وطيب معاشرتك ولين كلامك .

ـ اهتم بحقوق زوجتك  واحذر مما يشيع بين الناس من مظاهر هضم حقوق المرأة مثل أكل مالها بالباطل أو بسيف الحياء أو ظلمها بأي نوع من الظلم أو عدم حفظ حقها بالكتابة أو الاشهاد أو عدم مراعاتك لغيرتها

ـ اقم الصلاة ـ حافظ عليها ؛ في أول وقتها؛ جماعة؛ في المسجد

ـ إقامتك للصلاة تربية لأسرتك على تعظيم شعائر الله

ـ اهتم بتربية ابنائك على تعظيم شعائر الله عامة وتعظيم الصلاة خاصة

ـ  اصطحب أولادك معك للمسجد ـ تابع ابناءك على الصلاة واهتم باقامتهم لها حتى يدركوا أن مسؤليهتم ليست فقط معايشهم ودنياهم وأنما اخراهم أيضا(قوا أنفسكم وأهليكم نارا)

ـ خطأ نقع فيه نحن الاباء الاهتمام بالفروع قبل الأصول وبالجوارح والظاهر قبل القلب

اي أن مايشغلنا في تربية ابنائنا هو ظاهرهم الذي نحرص أن يظهروا به أمام الناس حتى لايقال أبناء الشيخ فلان غير متدينين ونترك الاهتمام بحقيقة علاقتهم بالله وخوفهم من الحساب واستقامة دينهم واخلاقهم

ـ أسرتك هي أولى الناس بدعوتك قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم(وأنذر عشيرتك الأقربين )

ـ إجمع أسرتك على طاعة الله على درس علم أو دعاء أو صلاة نافلة فهذا الاجتماع له أثر عظيم في تربيتهم على حمل رسالة الدعوة وفوائدهذا الاجتماع كثيرة منها

ـ الحب وائتلاف القلوب لأن اجتماع على طاعة الله يؤلف بين القلوب والأرواح والقلوب المؤتلفة اقدر على القيام بالدعوة والاجتماع على العمل للدين

ـ التدريب على ادارة درس أو جلسة دعوية بطريقة جميلة مبسطة فهم سوف يقلدونك اذا قاموا بنفس الجلسة

ـ التدريب على آداب طالب العلم فأنت ستعودهم على التخلق بهذه الآداب

ـ التدريب على آداب معاملة المعلم لطالب العلم لأنك ستعاملهم متخلقا بهذه الآداب من الصبر عليهم وعلى أسالتهم والحرص على تعليمهم ولين الجانب معهم وفي نفس الوقت احترام مجلس العلم

ـ اشاعة روح الطاعة في البيت وهذا له أثر عظيم في اعانة ابنائنا على الطاعة باعتبارها من مباديء الأسرة وما يشبه ميثاق الأسرة الذي تعارفت عليه

ـ اشاعة روح المسؤلية الدعوية لأفراد أسرتك فأنت عندما تقوم بدورك ومسؤليتك في دعوتهم فإنك تعودهم على قيام كل منهم بدوره ومسؤليته في الدعوة

ـ اغتنم فرصة المناسبات الدينية مثل رمضان والعيد بجمع اسرتك للتشاور حول دور الأسرة في الدعوة خلال هذه المناسبة وساعد كل فرد على النجاح في القيام بدوره الذي اختاره

ـ درب أبناءك على الدعوة الفردية واشرح لهم مبادئها ومراحلها وآدابها وبعض مهاراتها كالحوار مثلا وساعدهم على ممارسة دعوة زملائهم

وفوائد قيام الابن بالدعوة الفردية كثيرة وعظيمة منها:

ـ وقاية الابن من أن يُدعى الى الفساد لأنه بادر بدعوة زملائه وبالتالي منعهم من دعوته للفساد

أي أن قيام الابن بالدعوة أصبح عنوانا عليه بأنه غير قابل ابتداءا لقبول الدعوة للباطل

ـ تساعدك في تكوين علاقة جديدة بينك وبين ابنك غير علاقة الأبوة التي يعتبرها الابن قاصرة على كونك بنكا للمال وسلطة مفروضة عليه وهذه العلاقة الجديدة هي علاقة تلميذ باستاذه في مجال عملي أي أنه سيضطر لاستشارتك عندما يمارس الدعوة وتقابله عقبات ومشكلات فيرجع اليك للاستفسار وطلب المساعدة وهنا تنشأ هذه العلاقة الجميلة عندما يجد تجاوبك معه وصبرك عليه واهتمامك به

ـ تساعد في ايجاد اهتمام مشترك بين الأب والابن وهذ من أعظم مايقوي العلاقة بينهما ويفتح ابوابا للحوار ويفتح لك بابا لتعليم ابنك شيئا تحسنه أنت

ـ تساعده في اختيار صحبة طيبة بدلا من أمرك المباشر بصحبة ابناء فلان وعدم صحبة أبناء فلان

ـ رفع همة الابن بوضع هدف له في حياته وهو الدعوة

ـ كافيء أبناءك عدما ينجحون في الدعوة الى الله

ـ كافيء زوجتك ولو بكلمة شكرعندما تقف بجوارك وتساندك في أداء دورك في الدعوة وعرِّف زوجتك قيمة قيامها بدورها في مساعدتك على القيام بدورك في الدعوة مثال عندماتنجح في خطبتك مثلا أخبرها بأن لها دور في نجاحك هذا وهو راحة بالك ودعائها لك وادع لها من قلبك

ـ اطلب من أبنائك وخصوصا زوجتك أن يدعو لك بالتوفيق في دعوتك وادع لهم بالتوفيق

ـ عش بأسرتك مع الأحداث الاسلامية الكبرى فعودهم على متابعة أحوال المسلمين ولاتفصلهم عن هذه الهموم لأن الهتمام باامور المسلمين من أعظم علامات الموالاة لهم

ـ وفسر لهم الأاحداث الكبرى تمهيدا لدعوتهم للقيام بدورهم تجاه هذه الأحداث

أخي الداعية عندما تكون أسرتك مشتركة معك في حمل هم الدين وفي الاهتمام بأحوال المسلمين وفي تقدير مسؤليتنا في الدعوة الى الله تستطيع أنت أن تقوم بدورك وان تنجح في ذلك وعندما يكون هناك انفصال بينك وبين أهلك في الاهتمامات وهم ليسوا معك في هذه الرسالة فهذا يتعبك ويحملك هم تضجرهم من أعباء طريقك ومسؤلياتك ومعاملتك كأنك تقوم بترفيه شخصي خاص بك وبينما هم غير مستعدين لتحمل أعباء هذا التوجه الخاص بك لذلك لابد من وضع أسرتك معك في هذا الطريق وهذا له فوائد كثيرة منها

ـ أن الأسرة التي تحمل رسالة عظيمة لاتهتم بالسفاسف لولا تنشغل بالتفاهات

ـ أن الاهتامات المشتركة بين أفرادالأسرة تقوي الحب والعلاقة بينهم

ـ أن وجود أدوار مختلفة وعلاقات مختلفة بين أفراد الأسرة يقوي العلاقة بينهم فهم أشقاء وفي نفس الوقت شركاء في هذف عظيم وفي نفس الوقت هم بين تلميذ ومعلم وغير ذلك.

اللهم وفقنا في أداء ما أوجبته علينا تجاه الدعوة لدينك

التعليقات

موضوعات ذات صلة