بقلم : الشيخ رجب حسن
كثير جداً أن ينشب خلاف بين الزوجين عند تكوين آثاث بيتهما على حجرة النوم وحجرة الضيوف وحجرة السفرة. بل وعلى أجهزة وألات الترفيه التى يمكن الإستغناء عنها.
وقليل جداً أن ترى خلافاً على مكتبة الأسرة . من الذى يحضرها ؟
وعلى أى شئ تحتوى ؟ وفي أى أماكن المنزل تكون . فهى ليست فى دائرة الإهتمام، ولا تمثل عند أكثر الأسر قيمة فى حياتها وتكوينها؛ فالطفل فى بيتنا يكون فى متناول يديه كل أدوات الترفيه المفيدة والمفسدة من كمبيوتر وتلفاز وألعاب وألغاز وغيرها.
وليس فى متناول يديه، وبين ناظريه كتاب يصاحبه، وتسجيل نافع،يسمعه، وغيره مما ينبغى أن يكون فى مكتبة أسرتنا.
والشاب والفتاه يجدان فى البيت كل أدوات وأجهزة الترفيه والعبث ولا يجدان كتاباً يقوم السلوك، ويضبط الفكر، ويحدث فى النفس توازناً يثبتها على الأخلاق والفضيلة، ويقيها لهيب السعار المشتعل من وسائل الفاحشة والرذيلة.
– أليس كل ذلك يدل على حاجة اسرتنا المسلمة إلى نوعية تفيق بها من غفلتها، وتستيقظ من رقادها؟
– أليست بحاجةٍ إلى معرفة قيمة المكتبة فى بيوتنا لتدخل دائرة أهتمامها
– إن المكتبة فى الأسرة المسلمة ليست شيئاً هامشياً يكون أو لا يكون.
إنما هى ركن يجب أن تؤسس عليه البيوت.
فالأسرة التى كل حياتها نوم وطعام وشراب، وترفيه هى أسرة لا تبنى مجتمعاً صالحاً، بل تكون عبئاً ثقيلاً على المجتمع.
والأسرة التى يحتل العلم مكانةً راقية بين أبنائها، وتبنى وتؤسس على قواعده ومناهجه هى التى تكون فى مجتمعنا منارة مضيئة يهتدى بنورها السالكون.
إن تخصيص مكان للمكتبة فى بيوتنا على قدر ما يبدو وعند الناس صغيراً. إلا أنه فى الحقيقة أمر عظيم.
فهو يغرس فى أنفسنا تعظيم العلم ويعلم طليقنا أحترام الكتاب وتوفيره، ويجعل فى متناول أيدينا شيئاً يغذى أرواحنا، ويطهر قلوبنا وأبداننا بإزتء ما يفرض على أعيننا ومسامعنا من مظاهر التبرج والسفور، والغناء الفاحش البذئ.
أليست معى أن مكتبة الأسرة لابد أن تكون شيئاً مهماً فى حياتنا، يهتم بها أكثر من أهتمامنا بأثاثات بالية يغنى قليلها عن كثيرها، ونهتم بها أكثر من أهتمامنا بأجهزة ترفيه هى فى النهاية سرف، ليس من ورائه منفعة، فإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا نقول لأنفسنا جميعاً ..
هل فى بيتك مكتبة ؟
فى بيتنا مكتبة … أمل هل يتحقق

التعليقات