بقلم الباحث الاإقتصادي الاستاذ / سامح سلام
تتمثل المشكلة الاقتصادية في جوانب ثلاثة هي:
1- ندرة الموارد الطبيعية وقلتها ومحدوديتها ، وبالتالي فإن المشكلة في هذا الجانب تتمثل في الاختيار بين ما ينتج وما لا ينتج لاختلاف وكثرة حاجات الإنسان ، وكيفية تخصيص الموارد المتاحة للاستخدام ، أي تحديد الموارد التي يمكن استخدامها ، وأسلوب الإنتاج الذي ينبغي اتباعه وبالتالي فإن المشكلة تمتد لدراسة نظرية الائتمان لهذه الموارد ونوعية السلع وكمياتها ، وأولويات إنتاجها ، والبدائل بينها.
2- الطريقة التي يتم بها توزيع الدخل العام على عناصر الإنتاج المختلفة أي نمطية ونوعية توزيع عناصر الإنتاج على أفراد المجتمع ، وأنصبة عناصر الإنتاج في ذلك الدخل على أساس الوظيفة التي أداها كل عنصر في تحقيق هذا الدخل ، فهذا الجانب من المشكلة الاقتصادية يتعلق بتحديد مصادر الدخول الفردية وقواعد اكتسابها وتوزيعها ، وكذلك تحديد أنصبة عناصر الإنتاج في الدخل وهي الربح للأرض والأجر للعمل والعائد على رأس المال والربح للمنظم أي للمضارب بالعمل.
3- الأهمية النسبية لعناصر الإنتاج ودور كل عنصر وأهميته في العملية الإنتاجية ، والأهمية النسبية مرتبطة بالمفهوم الفلسفي الذي يعتنقه المجتمع ، فإن للنظام الاجتماعي بما يحتويه من تنظيمات اقتصادية تأثيراً في تحديد مقدار الإنتاج ونوعه سواء أكان من حيث مدى اتساع وضيق حرية التملك أو حرية العمل والاستهلاك ، أو تشجيع التقدم الفني والتقني لتحسين وزيادة الإنتاج بقصد الاستفادة من عناصر الإنتاج الأساسية المتمثلة في الموارد الطبيعية ورأس المال والعمل.
إن هذه الجوانب الثلاثة للمشكلة الاقتصادية هي محور الدراسات الاقتصادية ، كما أن لها دورها في الصراع بين مختلف الشعوب والمجتمعات بجانب أنها من العوامل المسببة لنشوء الحروب وسقوط الحضارات.
إن وجود المشكلة الاقتصادية هو جزء من سنة الله الكونية ، وابتلائه وامتحانه للبشر حتى يتميز الخبيث من الطيب ، والصالح من الفاسد ، والمؤمن من الكافر.
إن الإسلام يقر بوجود المشكلة الاقتصادية ، ويعتبرها من الظواهر الكونية ومن السنن الإلهية المصاحبة لوجود الإنسان على الأرض ، وجزء من امتحان الله له حتى يمكن تحديد مصيره في الحياة الآخرة.
ن معالجة الإسلام للمشكلة الاقتصادية ، والأسلوب الذي يأمر باتباعه لتجنب الوقوع في المشكلة بالشكل الذي يخل بتوازن المجتمع ، يقوم على معالجة جميع جوانب المشكلة الاقتصادية بشكل متكامل بحيث تتكاتف جميع العناصر المؤثرة في التنظيم الاجتماعي بالعمل في تناسق وتكامل
النظام الاقتصادي الإسلامي يرى بان المشكلة تتصف بأبعاد عديدة وليست مختصة ببعد واحد ومن تلك الأبعاد أنها سلوكية بالدرجة الأولى , لهذا فان مواجهة المشكلة الاقتصادية تراعي تلك الأبعاد .