بقلم /سلطان إبراهيم
هذه هي الحقيقة التي ينبغي ألا تغيب عنكم في زحمة غضبكم من نصحه لكم بل امتثلوا قول القائل :
حيا الآله صدوق القول محتسبا **ذاك الطبيب مزيل الداء والعقد
كالبدر يهدي شعاع النور في ظلم **كانحل يهدي لذيذ الطعم في الشهد
في الدرب يُلفى وفيا في إخوته ** بالحق يصدع في الميدان كالأسد
وهذا سؤال أوجهه إلى كل حر منصف من الإخوان المسلمين ألم يكن الشيخ عاصم معك كتفه بكتفك وطوال الطريق يحميك من سهام عدوك ويفديك بنفسه لم يتركك رغم أنك تجاهلته أحيانا ولم توفه حقه في أحايين أخرى لكنه ناصرك في كل موقف حتى رأيته مرارا يجابه خصومك بأشد ما يمكن كان كأسد غاضب إن حاول أحدهم مسك بسوء كان يحذرك من عدو معين فكنت تظن أنه ليس لك بعدو يلح عليك أن تأخذ حذرك فتطمئنه وتهدأ ثورته حتى حدثت الخيانة الكبرى من عدوك الذي حذرك منه وكنت تحسبه صديقا ومع ذلك وقف ذلك الأصيل إلى جوارك في محنتك يدافع عنك ويناصرك ثم ها هو اليوم يطالبك بتغيير مسيرتك أو النظر فيها فهل ستستمع إليه أم تتهمه بالخيانة والضعف والعمالة والخوف رغم أنك متاكد تماما من أن الخيانة دأب غيره وليست دأبه والضعف طريقة غيره وليست طريقته ؟”
إن الشيخ لم يهرب من الميدان ولم يقفز من السفينة ولم يتعب من الغربة ولم يبحث لنفسه عن ملجأ ولا مخرج بل هو يبحث لأمته عن سبيل وملجا
إن عبد الماجد لم يتامر عليكم ولا طلب تولى القيادة لنفسه أو لجماعته
بل هو قد قال لكم أنتم الأكثر عددا والأقوى عدة وأنه يستوجب عليكم مالا يتوجب على غيركم فهل جرمه ان قال لكم استقيموا يرحمكم الله
إن لسان حاله ومقاله في نصحه وبيانه يهتف بكم
أخي إني أريدك لا تدعني **وإن ضاق صدرك بي من يسعني
هو يشد علي اليد عملا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن النعمان بن بشير ((مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا، وبعضُهم أَسْفلَهَا، فكان الذين في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقا ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا؟ فإن تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعا، وإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعا))[رواه البخاري]
فما أحوجنا إلى تذكر هذا المثل النبوي البليغ الرائع الذي يؤكد على أساس في بناء المجتمعات والأمم, ويرسخ حقيقة هامة وهي أن المصلحة المشتركة، وأن سلامة المؤمنين كلٌ لا يتجزأ، فإذا أخطأ بعضهم انسحب هذا الخطأ على الباقين.
كمثل قومٌ ركبوا سفينة وتقاسموا الأماكن، فالذين في أسفلها رأوا أنهم إذا خرقوا مكان وجودهم في أسفلها وأخذوا ماءً أراحوا من فوقهم، لكن الذين فوقهم إن تركوهم هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعاً، قال تعالى:
﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ﴾[سورة الأنفال الآية:25]
فأي لوم عليه أيها اللائمون
أكانت الكلمات شديده هذا عهدكم بالرجل شديد في الحق وكما كانت شدته لكم وهي اليوم أيضا لكم فاهموا مراده واستمعوا لنصحه وتجاوزوا حد العبارة إلى ما وراءها من نبل المقصد وحذار أن تأخذنا العزة بالأثم
ولفضيلة الشيخ عاصم أقول رفقا أبا عمر بإخوانك فانت أهل النبل والتجرد والصبر أحسبكم كذلك ولا ازكى على الله أحدا
أيها الأخوان أنتم من الجماعة والجماعة منكم راجعوا مواقفكم وتطاوعا ولا تختلفا انتم كغصنى شجرة ايها كسر أوحش صاحبه ، والسيف لا يصان الا بغمده يرحمكم الله ويسدد على طريق الحق خطاكم .’اللهم اجعله نصحا في الله خالصا