القائمة إغلاق

من الحكم في جعل أجر الداعية على الله وحده

 

لعل البعض يتساءل وما قيمة هذا الأمر ولماذا ذكره القرآن في مواضع كثيرة عن رسل الله وما فائدة ذلك بالنسبة للدعوة نفسها وللداعية، وما أثر ذلك على مسار الدعوة وسلوك الدعاة؟ إن الإجابة على كل هذه التساؤلات تتلخص في عدة أمور:-

أولها: إن الدعاة حينما لا يطلبون نم الناس أجرًا على دعوتهم فإنهم يغلقون الباب أمام شياطين الإنس والجن الذين يقولون للناس إن هؤلاء الدعاة طلاب دنيا وأن غرضهم ابتزاز أموالكم، وأخذ ثرواتكم، والغنى على حسابكم. فإذا أغلق هذا الباب وسد في وجه هؤلاء الشياطين ما استطاع أحدهم أن يجد مطمعًا في هؤلاء الدعاة الأطهار، أو يشكك في إخلاصهم وتجردهم لله عز وجل، يقول الفخر الرازي في تفسير قوله تعالى: {ويا قوْمِ لا أسْألُكُمْ عليْهِ مالاً إنْ أجْرِي إلا على اللّهِ وما أنا بِطارِدِ الذِين آمنُوا إنّهُم مُّلاقُوا ربِّهِمْ} [هود: 29] ما نصه: [كان عليه الصلاة والسلام قال لهم: إنكم لما نظرتم ظواهر الأمور، وجدتموني فقيرًا وظننتم إني إنما اشتغلت بهذه الحرقة لا توسل بها إلى أخذ أموالكم وهذا الظن منك خطأ فإني لا أسألكم على تبليغ الرسالة أجرًا إن أجري على رب العالمين فلا تحرموا أنفسكم من سعادة الدين بسبب هذا الظنَّ الفاسد].([1])

والمتأمل لأيامنا هذه يرى أن دعاة الحق توجه إليهم الاتهامات بين الحين والآخر بأنهم طلاب دنيا، وراغبي رياسة وعشاق مال، وأنهم يريدون ابتزاز أموال الناس، وكل ذلك رغم زهادتهم في الدنيا وترفعهم عن طلب صناعها. فماذا يكون الحال إذا ما طلبوا من الناس أجرًا أو تقاضوا ثمنًا على جهدهم في دعوة الناس وتربيتهم. إن أهل الباطل يقعدون لدعاة الحق كل مرصد ليصدوا الناس عن دعوة الحق ويردوهم في غياهيب الضلالات ويروجون من أجل ذلك الأكاذيب ويثرون الشبهات من أجل ذلك كان لزامًا على الدعاة إلى الله أن لا يعطوهم الفرصة لإثارة مثل هذه الشبهات التي تنطلي على عقول كثير من العوام والبسطاء.


[1] –  .

التعليقات

موضوعات ذات صلة