القائمة إغلاق

أحداث جنازة الشيخ عمر عبدالرحمن منذ استلام جثمانه وحتى دفنه

أحداث جنازة الشيخ عمر عبدالرحمن منذ استلام جثمانه وحتى دفنه

تقرير : طه الشريف

 جاءنا خبر وفاة الشيخ عمر “رحمه الله ” وقد أصابنا ما أصابنا من الحزن والضيق  بدأنا بعدها فى استجماع شتات أنفسنا والتجهيز لإجراءات الدفن لحظة وصول الجثمان على الطائرة القادمة من نورث كارولينا الأمريكية.

وفى صباح الأربعاء الماضى 25جمادالأولى 1438الموافق 22فبراير2016  وبعد وصولنا إلى مطار القاهرة _بصحبة أسرة الشيخ_ وتحديدا قرية البضائع كان علينا أن ننتظر انتهاء الإجراءات المعتادة مع بدأ توافد المحبين للشيخ.

وكان على رأسهم فضيلة الشيخ/ أسامة حافظ..رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية ، وفضيلة الشيخ /عبدالآخر حماد رئيس الهيئة الشرعية للجماعة الإسلامية والشيخ /على الدينارى عضو المجلس ، وكذلك الشيخ محمد تيسير والدكتور حسن الغرباوى والشيخ أحمد يوسف .

وكما كان فى مقدمة الحضور د. نصر عبدالسلام القائم بأعمال رئيس حزب البناء والتنمية ، وأ.صلاح رجب نائب رئيس الحزب ، ود.أحمد الإسكندرانى المتحدث الرسمى لحزب البناء والتنمية.

 كما كان على رأس الحضور من القادة التاريخيين للجماعة الإسلامية فضيلة الشيخ كرم زهدى وفضيلة الشيخ حمدى عبدالرحمن والقيادى البارز د.محمود شعيب.

وكعادته كان المحامى والناشط السياسي أ.منتصر الزيات فى طليعة الحضور وصاحبنا منذ استلام جثمان الشيخ بمطار القاهرة وطوال الرحلة إلى مسقط رأس الشيخ بمدينة الجمالية محافظة الدقهلية.

وكنا طوال الرحلة والتى سارت فى موكب مهيب لأكبر موكب سيارات تراه بعينيك تتقدمنا سيارة الإسعاف التى تحمل جثمان الشيخ وقد انضمت إلينا سيارات اخوة محافظة القاهرة والجيزة بعد موقف سيارات العاشر.

سرنا بالطريق الصحراوى مصر الإسماعيلية حتى اقتربنا من بوابة المحافظة رأينا إخوة محافظات القناة فى انتظارنا وكان على رأسهم الشيخ والمجاهد الكبير حافظ سلامة يركب سيارته ويلبس طربوشه الأحمر! وتوقف المسير ونزلنا من السيارات لنسلم على اخواننا_كما حدث مع إخوة القاهرة_ الذين هرعوا إلى سيارة الإسعاف التى تحمل الشيخ بمشاعر جياشة كالطفل مهرولاً إلى أمه الحنون! .

وبعد تركنا لطريق بورسعيد الصحراوى ومرورنا بقرية بحرالبقر الشهيرة أيام العدوان على مدرسة الأطفال بها ، وكلما مررنا بقرية من القرى رأينا شخوص أعين أهلها ووقوفهم لمهابة الموكب.

حتى اقتربنا من مركز الجمالية وفجأة انشقت الأرض عن جموع غفيرة كانت فى انتظار موكب الجثمان وقد أحاطوا بسيارة الإسعاف التى تحمل جثمان الشيخ وهدأت بفعل تلك الجموع حركة الموكب وبدأنا نترجل على أقدامنا منضمين إلى تلك الحشود الغفيرة وسرنا أكثر من كيلو متر على أقدامنا تحيطنا الجموع الغفيرة التى بدأت بهتافات الترحيب بعودة الشيخ إلى بلاده وإلى أحضان محبيه وذويه .

ثم انطلقت عربة الإسعاف تنخر عباب المشيعين مسرعة إلى بيت العائلة لإستكمال تجهيز الجثمان الكريم ولاعطاء أفراد الأسرة فرصةً لإلقاء نظرة الوداع على الفقيد الراحل ، وتوجهنا نحن جموع المشيعين صوب المسجد الكبير بالجمالية لنفاجأ بإمتلائه على آخره!.

وبدأنا نتجهز لصلاة العشاء وكانت كلمات السادة العلماء والضيوف تتوالى على مسامع الحضور بالمسجد إنتظاراً لوصول الجثمان من بيت العائلة ، حتى صلينا العشاء ملتصقة صدورنا بظهور من أمامنا كما التصقت صدور الصفوف خلفنا بظهورنا ! فلم نرى زحاماً كهذا .

وبدأ الشيخ بالمسجد ينوه إلى جموع المصلين مستحثاً إياهم أن يفسحوا الطريق لجثمان الشيخ حتى يتمكن من الوصول إلى القبلة ، وقمنا لصلاة الجنازة على الشيخ وتقدم حينها الشيخ المجاهد حافظ سلامة ليؤم المصلين فى الصلاة .

وبدأنا بالخروج من أبواب المسجد الثلاثة أجسادٌ متلاحمة تتحرك بالتدافع بطريقة لا إرادية وانضمت إلينا الحشود الغفيرة المنتظرة خارج المسجد وكاميرات الصحفيين والمصليين تحاصرنا من كل مكان وانطلقنا إلى المقابر بين شوارع المدينة والتى وقفت جميعها برجالها ونساءها على قدمٍ وساق يشيعون جثمان الشيخ الشهيد إلى مثواه الأخير.

حتى وصلنا إلى المقابر فوجدنا الحشود الغفيرة قد سبقتنا إلى هناك يا الله ما كل هؤلاء ومن أين أتو وما كل هذا الحب لهذا الشيخ الكريم؟ .لقد كان الشيخ الشهيد صادعاً بالحق لا يخشى فى الله لومة لائم، جمع الله به فى حياته المخلصين والمحبين ثم توالت الأحداث على الأمة الإسلامية ما بين مدٌ وجزر وعلا صوت الكارهين لهذا الدين مستغلين موجة الحرب على الإرهاب حتى صوبوا سهامهم الخبيثة إلى الإسلام نفسه ، وجاءت جنازة الشيخ “رحمه الله” والرسالة التى وجهت لهم بحب الناس وتقديرهم للعلماء الربانيين ، لتصيبهم بالخزى والإحباط حتى كاد أن يودي بحياتهم!!

المحطة الأخيرة..ونحن أمام المقبرة كدنا من التدافع والزحام أن نهلك من كثرة المشيعين وحرصهم على الاقتراب عند المقبرة مرت لحظات رهيبة وأنُزل جثمان الشيخ على أكتاف الرجال وتلقفته أيدى المشيعين والمحبين إلى مثواه الأخير تشيعه دعوات الأهل والأبناء والمحبين..رحمك الله يا شيخ الإسلام.

التعليقات

موضوعات ذات صلة