القائمة إغلاق

أزمة الثقة بين الأفراد والقيادات

بقلم .. د/ أحمد زكريا عبداللطيف

لعل من أشد الأزمات خطورة على مصير الدول والجماعات أزمة الثقة بين أفراد تلك الدولة أو تلك الجماعة وبين قادتها، فيظهر العوار في مسيرتها وتتوالى النكبات في طريقها وكلما ازدادت الأزمة حدة كلما سيطر الفشل على تلك الدولة أو الجماعة، ولعل من أسباب اهتزاز الثقة في نفوس الأفراد ضبابية القادة في إدارتهم، فلا أهداف واضحة، ولا خطط دقيقة، ولا رؤية معلنة، ولا تبرير مقنع للقرارات المتخذة، وبالتالي تنعدم الثقة يوماً بعد يوم فيتحول الأمر من الثقة الكاملة في قرارات القادة إلى الشك الكامل ومن الجندية الكاملة إلى التمرد الواضح ومن ثم يصبح الأفراد عبئاً على خطط القادة، بل ومعول هدم في بناء الجماعات والدول، وهذا السبب الخطير – فيما أرى – هو سبب زوال الأمم والجماعات، وقد لاحظت ذلك واضحاً من خلال معايشتي لكثير من شباب الحركة الإسلامية في السجون، وأصبحت الثقة في نفوس هؤلاء الشباب شبه منعدمة في قادة الحركة، بل والخطير أن كثيراً منهم تحول عن وجهته الفكرية نهائياً، وترك جماعته بل صار البعض شديد النقض لجماعته بل وصل البعض للعداء الشديد لحركته التي دخل السجن تحت رايتها، وهذا جرس إنذار يضرب بشدة في آذان قادة الحركة أن ينتبهوا لهذا الخطر الداهم، فلو كان الأمر بالنسبة للدول فالأمر ميسور فالشعوب قادرة على تغيير الفاسدين والفاشلين، أما بالنسبة للجماعات فالأمر يمس العقيدة والفكر والتربية والسلوك، ولابد على القادة والمفكرين أن يعيدوا طرح أفكارهم بطريقة تراعي عقول الشباب المتوثبة والطامحة إلى المعرفة والاقتناع، وأن لا يقع القادة أسارى لصوت الجماهير الغاضبة مع فقد القدرة على إسقاط الأفكار على أرض الواقع فتهتز الثقة بين الأفراد والقيادة، فلابد من طرح رؤية واضحة وأهداف قابلة للتطبيق بما يناسب الزمان والمكان ليلتئم الشرخ من جديد وتعود الثقة في نفوس الأفراد فهل من مجيب ؟!


التعليقات

موضوعات ذات صلة