القائمة إغلاق

د.عصام دربالة في عيون من عايشوه

اللهم يا ربنا..أُشهدك أنى عاشرت هذا الرجل وأقمت معه فلم أره فى ساعة من ساعات يومه إﻻ قارئاً أو داعياً أو مصليًا أو موجهاً أو ذاكرا حتى نومته كان يحتسبها لما بعدها فكان قليل النوم طويل الدعاء عظيم الرجاء. كان رحمه الله بشوشا متبسما راضيا مستبشرا.

شهدك ربي أني سمعت سجينًا جنائياً يقول: واللهِ لقد أحببت رسول الله بسبب أخلاق هذا الرجل، فكيف بنبي الله!

ما اعتذر قطُّ عن حاجة مسلمٍ وما استبطأ قط حديث إنسان ولو كان طويلا فقد كان يسمعه وينصت إليه حتى يكون الآخر أول من ينصرف وقد فرغ من حديثه. لقد رأيته داعياً رافعاً يديه ودموعه قد أغرقت لحيته حتى أشفقت عليه، أشهدك ربي أنه طالما تنازل عن حقه من أجل غيره.

آثر التعب على الراحة، فلقد رأيته في بيته بعد خروجه من السجن مغلقاً عليه غرفته وأمامه أوراق كثيرة فسألته وقد رأيت الجهد عليه فقال: هى قضايا تعويض إخوانك أراجعها كلها ونكتب الطلبات كي يسرعوا في تنفيذها. والله كان ينام مسندا رأسه فوقها من فرط التعب والسهر.

والله يارب إن هذا العبد أَحبَّك وأَحَبَّ شريعتك ونافح من أجلها ومات في طلبها فاللهم ياربي اجعله مع نبيك ومصطفاك واخلفنا في مصابنا فقد فقدنا عزيزا.

رحمك الله يا حَمَّال الهموم..رحمك الله أيها الأستاذ المعلم.

التعليقات

موضوعات ذات صلة