بقلم: محمد علي الشريف
انقسم الناس فى قضية التكفير إلى ثلاثة أقسام .
القسم الأول : الذين غالوا فى تكفير المسلمين ، كالخوارج والتكفير والهجرة ، وهؤلاء غالبا فى قلوبهم مرض الكبر والحقد والحسد والغل والشعور بالدون والنقص ، فيريدون أن يعوضوا هذا النقص بتكفير الآخرين ، وبالتالى يرتفعون عليهم ، فيشعرون بالسعادة ، لذا هم يتلذذون بتكفير المسلمين ، ويعتقدون أن من كفر أكبر عدد من المسلمين كان أتقى لله ، فيكفرون كل من ارتكب معصية ، وتسأل أحدهم أين أنت ذاهب ؟ ، فيقول لك : إنه ذاهب ليغتسل ،وينطق الشهادتين ، لأنه نظر إلى فتاة فى الشارع فكفر ، وهذا الإغتسال يحدث كل يوم لأنه كلما ارتكب ذنبا اغتسل وتشهد ، فكثير منهم عندهم مرض نفسى ، ويحتاجون غالبا إلى أطباء نفسيين لعلاجهم ،فهم يكفرون جميع المسلمين إلا من وافقهم على ضلالهم ، وإن شاء الله يكون لى رد علمى على ضلالهم وشبهاتهم .
القسم الثانى : الذين يقولون لا يجوز تكفير المسلم بأى حال .
وهم ينقسمون إلى فريقين .
الفريق الأول : محاربون لله ولرسوله ، ويريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ، ويفتحون باب الردة والخروج من الإسلام على مصراعيه ، فهم يريدون أن يقول المسلم ما شاء ، وليفعل ما شاء ، فهو فى مأمن من الكفر ، ولا يجرؤ أحد أن يكفره ، فيحق إذن للعلمانيين والمنافقين والملاحدة أن ينطلقوا فى الهجوم على الإسلام ، ولا يستطيع أحد أن يرميهم بالكفر .
الفريق الثانى : جاهل ومتأثر بكلام الفريق الأول ولا علم شرعى عنده .
والقسم الثالث : هم أهل الحق الذين توسطوا بين القسمين
فقالوا إن الأحكام الشرعية تنقسم إلى قسمين .
القسم الأول : المعلوم من الدين بالضرورة ، وهو ما يعلمه العالم والعامى ، أمثال وجوب الصلاة والزكاة والحج والصوم وما شاكل ذلك ، وأمثال تحريم الزنا والخمر والسرقة وما شاكل ذلك ، فمن أنكر شيئا معلوما من الدين بالضرورة كفر ، ولا يحتاج إلى إقامة حجة عليه ، لأنه يعرف الحكم لكنه مكذب لله ولرسوله ، أما من أنكر شيئا من الأحكام الشرعية التى ليست معلومة من الدين بالضرورة ، فهذا يعرف ( بضم العين وتشديد الراء المفتوحة) ، أى تقام عليه الحجة ، فإن أصر بعد التعريف حكمنا بكفرة وردتة .
لكننى أرى أحيانا بعض العلماء أو الدعاة ، يحكم بكفر فلان ، لأنه أنكر شيئا معلوما من الدين بالضرورة ، فيقوم أحد الأخوة فينكر عليه ، قائلا : هل أقمت عليه الحجة ؟! والصواب مع العالم والداعية ، لأن أمثال هؤلاء المجرمين الذين ينكرون المعلوم من الدين بالضرورة لا يشترط لتكفيرهم إقامة الحجة .
وقد يقول قائل : إن العلماء قالوا : إنه لا يجوز تكفير المعين إلا بعد إقامة الحجة عليه ، نقول هذا في الذى أنكر شيئا غير معلوم من الدين بالضرورة ، أما من أنكر شيئا معلوما من الدين بالضرورة فلا يحتاج إلى إقامة حجة ، لأنه يعلم ، والعالم لا يعلم (بضم الياء ، وفتح اللام المشددة) .
وكذلك المستهزئ بالله أو رسوله أو أحد الأنبياء أو بالقرآن أو بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو بأى حكم شرعى إسلامى ، فهو كافر سواء تعمد الكفر أم أراد المزاح والضحك فقط ، ولا يحتاج الأمر هنا إلى إقامة حجة ، وهذا بإجماع علماء المسلمين ، قال الله تعالى ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) .
أسال الله تعالى أن يقيم دولة الإسلام ، التى تهتم بتعليم المسلمين ، ومعاقبة الزنادقة والملاحدة المجرمين .
قضية التكفير .

التعليقات