القائمة إغلاق

من ذكريات مبادرة وقف العنف

كان أهم قرار بعد قرار إعلان وقف العمليات العسكرية ـ من وجهة نظري ـ هو قرار الصمت الإعلامي

كنتُ في سجن الوادي الجديد حين أُعلِن في الإعلام عن مناشدة القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية لأبنائها وقف العمليات العسكرية دون قيد أو شرط .

وبعدها توالت علينا الشائعات التي حملها إلينا كل من جاء إلينا من ليمان طرة حيث ينزل قيادات الجماعة..

وكثرت هذه الشائعات واختلطت الادعاءات وامتزجت بكل أغراض المكفرين والحاقدين فمن قائل إنه التقى بالشيخ فلان وسأله عن كذا فقال كذا !ومن قائل إن الشيخ فلان أشار له من بعيد بإشارة فهم منها هو كذا وكذا !وماج المعتقل بأخبار عن تنازلات ووعود وأسماء كتب وفصول وتصريحات وأخبار يشيب لها الولدان وانتشرت معايرة أبناء الجماعة الإسلامية بالتخل عن الدين وترك الجهاد وموالاة الظالمين وغير ذلك حتى صارت فتنة عظيمة وكنا معزولين في السكن عن بقية إخواننا وتأتينا الأخبار كما لو كنا في أيام العرب الأولى.

وكنا لا نجد جوابًا للأسئلة عن صحة هذه الأخبار إلا أننا لم يصلنا أي خبر موثوق عما يسمى بمبادرة وقف العنف غير ما نسمعه في الإعلام.

في تلك الظروف سمعت عن رجوع الشيخ أحمد يوسف من ليمان طرة فأرسلت إليه أن يرسل إليٌ أي أخبارعبر طريق قصير وموثوق فأرسل إليٌ بعد  أسابيع أهم خبر وأقصره وهو أن القيادات التاريخية للجماعة ملتزمة الصمت تمامًا ولا تُدلي بأي تصريحات لأي أحد وترفض الكلام في الموضوع….

وبعدها جاءتني رسالة:”لا تأخذوا كلامًا عن المبادرة من أي أحد نحن الذين سنوضحها لكم”.

كان هذا الخبر من الشيخ أحمد يوسف مع هذه الرسالة هو الفرج والمخرج الحاسم والكاشف لهذه الغيوم والشائعات حيث رجوت من الشيخ أحمد يوسف أن ينشر هذا القول في المعتقل ليهدر كل ما نُقل من أكاذيب وشائعات.

وقد شعرت يومها بامتنان عظيم لقادة الجماعة الإسلامية وتأكدت لي حكمتهم بعد أن التقيت بهم وتأكد الفارق الشاسع بين الشائعات التي أتعبتنا وبين الحقيقة. 

التعليقات

موضوعات ذات صلة