التوكل على الله (6)
الشيخ /على محمد على الشريف
ما زلنا نكتب عن التوكل على الله
المنافقون والتوكل على الله
إن التوكل على الله لا ينبع الا من قلب مؤمن فلا يستطيع المنافق التوكل على الله انما يركن قلبه الى الدنيا والاسباب ويظهر هذا عند وقوع المصيبة والابتلاء كما قال الله تعالى (وإذ يقول المنافقون والذين فى قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا) أى ما وعدنا الله ورسوله من النصر والتمكين ليس الا وهما وكذبا .
ويقول الله تعالى ( بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون الى أهليهم أبدا وزين ذلك فى قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا) فهم دائما فى خوف وهلع ويظنون دائما أن العدو خلفهم وأنه سيستأصلهم وأن الله تعالى لن ينصر عباده المؤمنين وهذا هو ظن السوء .
تحقيق التوكل لا ينافى السعى فى الاسباب فأن الله تعالى امر بالاخذ بالاسباب مع أمره بالتوكل فالسعى فى الاسباب بالجوارح طاعة لله والتوكل عليه إيمان به وقد أمر الله تعالى بالاخذ بالاسباب فى عدة مواطن من كتابه (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم ) وقال ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل) وقد كان أهل اليمن يحجون ولايتزودون ويقولن نحن متوكلون فيأتون مكة فيسألون الناس فأنزل الله(وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) .
وكان الانبياء يؤجرون أنفسهم ولم يقولوا نقعد حتى يرزقنا الله عز وجل ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت رواه مسلم ، وقال رجل يا رسول الله : أعقلها وأتوكل أو أطلقها وأتوكل ؟ قال إعقلها وتوكل ) رواه الترمذى وحسنه الالبانى .
فلا ينبغى للمرء ان يخالف سنن الله الكونيةويقول إنه متوكل على الله كمن لا يعمل وينتظر أن تمطره السماء ذهبا وفضه وكمن يضع أهدافا عظيمةوكبيرة لكنه لا يملك امكانات تحقيق هذه الاهداف ويزعم أنه متوكل على الله وعندما يفشل مشروعه يلقى اللوم على ربه .فإن سنن الله الكونية لا تحابى أحدا مسلما كان أو كافرا فإذا سقط رجلان فى نهر أحدهما مسلم والاخر كافر وكان المسلم لا يجيد العوم وكان الكافر سباحا ماهرا لنجى الكافر وغرق المسلم ،كذلك لو تشاجر رجلان أحدهما مسلم والاخر كافر والمسلم ضعيف البدن كبير السن لايجيد أى وسيلة دفاع عن النفس والكافر شاب قوى وبطل فى المصارعة أو الملاكمة لكانت النتيجة معروفة مسبقا .
إذن لابد من مراعاة سنن الله الكونية وان تكون أهدافنا واقعية يمنكن تحقيقها لا خيالية تحتاج الى امكانات هائلة لا نملك منها شيئا