القائمة إغلاق

كى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم .

بقلم: على محمد الشريف
المال والسلطة فى الدول الظالمة ، مقتصر على فئة محدودة ، تكاد تبلغ واحد فى المائة ، وباقى الشعب فقير مقهور ، فهو أقل بكثير من العبيد فى العهد الإسلامى الأول ، أما فى الدولة الإسلامية الصالحة ، فالمال والسلطة متداول بين جميع الناس ، ليس حكرا على فئة بعينها .
ونظرة سريعة على مصادر دخل الفرد المسلم فى الدولة المسلمة ، تعلم حقيقة العدالة الإجتماعية فى الإسلام ، وتفهم معنى الٱية الكريمة وهى تتحدث عن الأموال : ( كى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ) أي جعل الله نظاما إقتصاديا إسلاميا عادلا ، لا يقتصر تداول المال فيه على الأغنياء فقط ، بل يدور المال على جميع الناس ، ويأخذ منه جميع أفراد الشعب ، لا كما يحدث فى الحكومات الظالمة حيث يزداد الغنى ثراء ، ويزداد الفقير فقرا .
(
١) نص العلماء على وجوب توفر العيشة الكريمة لكل مسلم ، وذلك بتوفير المسكن المناسب والطعام والشراب والملبس وتوفر المستلزمات الأساسية لكل فرد فقير لا يقوى على العمل .
قد يقول قائل إن الحكومات الظالمة تنشئ وزارة كاملة للشئون الاجتماعية مهمتها مراعاه المساكين وإعطاؤهم مرتبات شهرية ، والحقيقة التى يعلمها الجميع ، أنها تعطى عشر ( بضم العين) إحتياجات الفقير ، فإذا كانت الأسرة تحتاج إلى ثلاثة ٱلاف جنية ، لكى تعيش عيشة كريمة ، أعطتها الوزارة ثلاثمائة جنية ، ومن المعلوم أن إيجار الشقة بألف جنية ، ويحتاجون إلى ألف جنية للطعام والشراب ، ثم يحتاجون إلى التعليم والملابس والمواصلات والكهرباء والمياه والدواء وغيرها وغيرها من الاحتياجات ، فماذا تصنع هذه الإسرة بهذا المبلغ الزهيد .
(
٢) التوزيع العادل للثروة ، فالفرق بين الدخول فى الدولة الإسلامية ضئيل ، لا كما فى حكومات الظالمين تجد خريج كليات القمة يحصل على ٨٠٠ جنية فى الشهر ، وخريج كليات القاع إذا دخل الجيش أو الشرطة أو القضاء أو أصبح من رجال الإعلام الموالين لحكومة الظالمين يحصل على ٨٠٠٠٠٠ جنية فى الشهر ، فرق شاسع جدا ، يكرس نظام الأسياد والعبيد .
(
٣) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من استصلح أرضا ميتة فهى له) هذا النظام العظيم وحده كفيل بأن ينهض بمصر إلى مصاف الدول الغنية ، فمصر تعيش على خمسة فى المائة من أراضيها ، وخمسة وتسعون فى المائة من الأراضي المصرية خالية وغير مستغلة ، فلو سمحوا للناس أن تتملك هذه الأراضي وتستصلحها للزراعة والصناعة والسكن وغيرها من أنواع الإستصلاح لحدثت طفرة كبيرة فى نمو الدخل القومى ، ولفتحت مجالا واسعا للقضاء على البطالة .
(
٤) الزكاة : قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تؤخذ من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم ) ومن المعلوم أنه لو أخرج الأغنياء زكاة أموالهم ما بقى فقير فى الأمة ، وقد يقول قائل إن الدولة الظالمة تأخذ الضرائب وتصرفها على الشعب ، فنقول لهم : هناك فرق شاسع بين الضرائب و الزكاة ، فالضرائب تؤخذ فى الغالب من الفقراء ويتهرب منها الأغنياء ، ثم إن الضرائب يصرف غالبها على الأغنياء لا على الفقراء ، فمعظمها يصرف رواتب لكبار ضباط الجيش والشرطة والقضاء والإعلاميين الموالين الحكومات الظالمة وعلى مؤسسة الرئاسة ، ولا يتحصل الفقير على شئ منها ، أما الزكاة فتؤخذ من الأغنياء فترد إلى الفقراء ، فينتقل المال من الغنى إلى الفقير مباشرة كما قال الله تعالى : ( كى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ) .
وللحديث بقية إن شاء الله .

التعليقات

موضوعات ذات صلة