أخي إني أريدك لا تدعني .. وإن بي ضاق صدرك من يسعني..!؟
يحسب المتابع عن بعد أن الألقاب والأوصاف التي يسبغها الإعلام المغرض على بعض إخواننا حين يتكلمون على هواه، يمثل جانبا من الحقيقة ويعكس اختلافا حقيقيا في صفوف الجماعة، وينخدع هؤلاء أكثر حين تومض في عيونهم الأضواء فيصدقون ما يقال عنهم ويكذبون ما يعرفونه عن أنفسهم.
وليس في تاريخ الجماعة ولا في أسماء قادتها من يضارع الدكتور ناجح إبراهيم فقد كان قلب الجماعة ولسانها وعقلها زمنا طويلا، لكن هذا لم يمنع أفراد الجماعة من تمحيص ما يقول والأخذ والرد منه، وغيره كثيرون، حتى البدايات الأولى للجماعة تحكي صمودا وتصميما على الفكر دون النظر للأسماء فقد أورد المهندس محيي الدين أحمد عيسى في مذكرات له قصة تكوين الجماعة ومحاولته جر الجماعة للانضواء تحت لواء الإخوان، ولكنه فوجئ بمقاومة ورفض هذا السعي ليس فقط من القادة برفضهم في الاجتماع بل في الأفراد بعدم انسياقهم وراء مغريات الأسماء والتاريخ.
وطوال عقود مرت في المحن والاعتقالات سواء القصيرة أو الطويلة، لفظت الجماعة كثيرا من الخبث واجتذبت في الوقت نفسه الكثير من القمم والأسماء لا لشيء سوى صدق وإخلاص أبناء الجماعة للمبدأ – كذلك نحسبهم والله حسيبهم – فكم من موقف تعاطفوا فيه مع الحق وانحازوا له وكم من شدة ثبتوا لها حتى انجلت، وكم من مفارق لها كاره لوضوحها شطت به السبل فما وجد في الشدائد أحن عليه وأمضى في الحق منهم فرجع مستبشرا.
فما الذي يرجوه منهم من يتبعهم على غير هدى من الله؟ هل يطلب نصحا خالصا لله؟! فقد كان نبي الله يوسف أفطن حين قال: ((أنتم شرٌ مكانا والله أعلم بما تصفون)) فلينظر إلى خصالهم وفعالهم وليسأل نفسه.. أليس يقول الله تعالى ((ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)) ألم يستبن ظلم العسكر للصديق قبل العدو؟ ألم يسمحوا لكثير من الصحفيين أن ينالوا ممن كانوا حلفاء الأمس كالبرادعي؟ ألم يسمحوا للنمنم بسب حزب النور ووصفهم بما لا يقبله صاحب دين ومروءة؟ إن المنتظر من هؤلاء عدلا وتكريما يجهل طبائع الانقلاب فقد خاصم ناصر كل رفقاء الأمس فقتل منهم ونفى، فكعكة السلطة لا تقبل الاقتسام.
وهل تحسب أن احتفاءهم بآرائك سيغير من نظرتهم لك كلا والله إنما هي نمرة تؤديها فإذا انتهى دورك لفظوك وليس بعد أن تسقط في نظر نفسك من سقوط، وهل تأمن أن يغدروا بك وقد رأيت الوزير عندهم يسقطه تصريح.. فإليك يا من غرته أضواء الإعلام وعبثت أوصافه بعقولهم، حاول أن تدور مع الحق من حيث كونه يوافق الدين الذي انجذبت لقيمه قبل التلون بأسماء وأوصاف، ولا تدع الغلبة تسوقك للغالب دون وازع من خلق أو دين، وانتظر انتصار الحق أو انكفئ على نفسك وارقب من بعد لأن الحساب في المرة القادمة سيكون عسيراً.