القائمة إغلاق

أسباب حذف الفاعل وبناء الفعل للمجهول .

أسباب حذف الفاعل وبناء الفعل للمجهول .

بقلم: الشيخ علي محمد علي الشريف
(1) —
الإيجاز .
قال الله تعالى : ( ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله
فلو قال الله تعالى ( من عاقب الظالمين بمثل ما عاقبه به هؤلاء الظلمة ، ثم بغى الظلمة عليه ، لينصرنه الله ) لطال الكلام ، وأصبح ركيكا .
(2) —
لإفادة العموم والشمول .
قال الله تعالى : ( وأتموا الحج والعمرة لله ، فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى ) والإحصار هو المنع ، أى إن منعكم مانع من إتمام الحج كالعدو أو المرض أو أى مانع آخر وجب عليك أن تهدى هديا وتحل من إحرامك وتحج من العام القادم ، فالفعل ( أحصرتم ) مبنى للمجهول ليدل على العموم والشمول فأى مانع يمنعك من إتمام الحج ففعل كذا ، ولو ذكر مانعا معينا لاقتصر المنع عليه ، ولو عدد الموانع لطال الكلام .
(3) —
ألا يكون لذكر الفاعل فائدة .
قال تعالى ( إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) .
فإنه لا فائدة من ذكر الفاعل بأن يقال : إذا حياكم فلان ، أو من صفته كذا ، فكل هذا غير مقصود ولا مراد بعينه ، إنما المراد أن أى إنسان يحيك بتحية فرد عليه بأحسن منها أو بمثلها .
(4) —
كون الفاعل معروفا .
كقول الله تعالى : ( وخلق الإنسان ضعيفا ) فحذف الفاعل وهو الله لأن الناس جميعا يعلمون أن الخالق هو الله .
(5) —
كون الفاعل مجهولا .
كقول الرجل : سرق المتاع – بضم السين – وهو لا يعرف السارق .
(5) —
تعظيم الفاعل بعدم نسبة الشر إليه تأدبا .
قال الله تعالى : ( وأنا لا ندرى أشر أريد بمن فى الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا ) أنظر إلى أدب الجن لما ذكروا الشر بنوه للمفعول ( أشر أريد بمن فى الأرض) ولم ينسبوه إلى رب العالمين فلم يقولوا ( أشرد أراده الله بمن فى الأرض ) رغم أن الخير والشر كله من عند الله ، لكن التأدب مع رب الكون يتطلب ألا ننسب الشر لله ، إنما ننسب إليه الخير ولما ذكر الجن الخير نسبوه لله ( أم أراد بهم ربهم رشدا ) .
(6)
الستر على الفاعل شفقة عليه .
كما لو قالت الزوجة لزوجها : كسر – بضم الكاف – المحمول وهى بذلك تستر على ولدها الذى كسره من عقاب أبيه .
(7)
عدم ذكر الفاعل خوفا منه .
كمن يقول : لقد ظلم الشعب – بضم الظاء – خوفا من ذكر اسم الظالم .
(8) —
إذا أردت أن تصون المفعول به بعدم إقتران اسمه باسم الفاعل .
كقولك : لقد أوذى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فقد عظمت رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن تقرن اسمه باسم الفاعل كأبى جهل مثلا .
(9) —
للحفاظ على وزن البيت وسلامة القافية .
كما قال عنترة :
فأذا شربت فإننى مستهلك * مالى وعرضى وافر لم يكلم .
فلو قال : وعرضى وافر لم يكلمه الناس لكسر البيت ، ولضاعت القافية .
(10) —
الحفاظ على السجعه .
كقول بعض الفصحاء : من طابت سريرته ، حمدت سيرته ، فلو قال حمد الناس سيرته لضاعت السجعة .
أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا .

التعليقات

موضوعات ذات صلة