القائمة إغلاق

فضيلة الشيخ عصام دربالة..

فضيلة الشيخ عصام دربالة.. أراد الله له أن يتولى مسئولية الجماعة الإسلامية في مرحلة من أصعب وأدق ما يكون.. وقد بذل وإخوانه في مجلس الشورى ومن خارج مجلس الشورى جهودا مضنية من أجل إعادة الحياة للجماعة وبعثها من جديد.. وقد قطعوا شوطا كبيرا في سبيل ذلك.. ولولا الظرف العام والانقلاب الدموي لكان للجماعة وحزبها شأنا آخر الآن.

بذل جهدا جبارا لجمع شمل الجماعة من جديد بعد أن كادت سنوات المحنة وما تلاها حتى ثورة يناير أن تمزقها وتفرق أبنائها.. حاول جاهدا أن يصلح أخطاء ورثها وكادت تحيل الجماعة إلى جثة هامدة.. وإلى تكتلات وشلل.. تلك الشلل التي لا تزال ذيولها تحاول تحطيم الجماعة من أجل مصالح شخصية ضيقة.

علم منذ أول يوم لتوليه المسئولية أنه أصبح مسئولا عن جماعة بها تنوع في الرأي واسع.. فلم يسع يوما لقولبة أبناء الجماعة في قالب واحد أيا ما كان هو.. بل أراد للجماعة أن يكون هذا التنوع هو مصدر قوتها وعزها ورفعتها وفخرها.. لم يفرض على الجماعة يوما رأيا.. بل اعتمد في إدارته على مبدأ الشورى الملزمة.. كان يعرض رأيه وينصح لإخوانه من منطلق مسئوليته تجاه الجماعة وأبنائها.. ويستمع لآراء غيره بدون أي ضيق أو ضجر مهما خالف صاحب الرأي رأيه هو الشخصي.. ثم في النهاية يترك الحرية لأبناء الجماعة ليقرروا مصيرهم بأيديهم.. دون وصاية أو جبر من أحد.

وفي أمر البقاء في التحالف والخروج منه.. كان هذا هو نهجه.. ولم يخالفه.. علم أن الزمان لم يعد يسمح بأن يُفرَض على أبناء الجماعة رأيا.. وأن أبناء الجماعة لابد وأن يقرروا مصيرهم بأنفسهم.. حاول الكثيرون بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أن يجعلوه يفرض على الجماعة قرارا.. فقاوم ذلك بمنتهى القوة.. وفضل أن يظل على مبادئه وأخلاقياته الرفيعة حتى ولو كان هو شخصيا ضحية لهذا الموقف النبيل.

حورب بشدة من قبل فسدة قلوب وعقول.. فلم يحمل ضغينة لأحد.. ولم نسمع منه يوما كلمة في حق أحد من كارهيه.. كذبوا عليه وافتروا وشنعوا عليه.. فلم يزده هذا إلى حلما وصبرا على آذاهم.. لم يذكرهم أبدا إلا بكل احترام وتبجيل وتقدير لسابق بذلهم وجهادهم.

بذل كل ما في وسعه للارتقاء بأبناء الجماعة وكوادرها في شتى المناحي والتخصصات.. حاول قدر استطاعته أن يعوضهم سنوات السجن والاعتقال.. سلك في ذلك أسلوبا علميا سليما واستعان بأصحاب التخصص والخبرة.

وهبه الله هيبة في النفوس رغم تواضعه الشديد ولين خلقه.. وأحسب أن أحدا لا يجرؤ على نفاق الشيخ عصام أو مدحه في وجهه وذلك من دون نهي أو توجيه منه.. فشخصية الرجل لا تسمح بذلك أساسا.. والكل يعلم أن هذا ليس من المداخل المباحة إلى قلب الرجل.

لم أكتب من قبل عن الشيخ عصام وهو بيننا.. فالكلمات لا تفيه حقه مهما بلغت.. ولن تفيه.. ولو كان بيننا لما أمكن بحال نشر هذا المقال.

شيخنا عصام دربالة لقد ولدت الجماعة من جديد على يديك.. وقد غرست غرسا طيبا نحسبه خالصا لوجه الله الكريم. ولسوف يطرح غرسك ثمارا -بفضل من الله ومنة- طيبة تنتصر لدين الله والحق ولا تخاف في الله لومة لائم.

حفظك الله وعافاك ونجاك.. وكف عنك بأس وظلم أعداء الله والدين.. وردك إلينا وجميع إخواننا سالمين غانمين عاجلا غير آجل يا رب العالمين.. اللهم آمين

التعليقات

موضوعات ذات صلة