أيمن حفظي رحلة آمال وآلام
بقلم: سلطان إبراهيم
ذهب الذين نحبهم فعليك يا دنيا السلام شاب طاهر القلب نقي النفس عرف طريق الحق صغيرا حين كانت البساتين موطنا من مواطن الدعوة تفتحت عين ذلك الشاب الفتي المعروف بقوته المتميز في ألعاب الكنغوفو على طريق الدعوة فنهل منها وجند نفسه ذراعا مناصرا لدينه ودعوته فتغيرت آماله وطموحاته.
فبعد أن كان يفكر في التفوق على كل منافس له من سنه أو يكبره ليظهر مهارته وفنه أصبح يفكر في خدمة الفقراء والعجائز ويحاول إخفاء عمله تقربا لربه ويحرص على دروس العلم ومواطن التربية ويظل نشيطا كما هو في دعوته وما لبث إلا يسيرا حتى ضمته السجون مع من ضمت من أهل الدين والدعوة في تسعينيات القرن الماضي ليظل أيمن على عهده في خدمته لإخوانه وأدبه ورجولته وصبره واحتسابه.
وقد صحبته دهرا فعرفت كيف تكون الابتسامة العذبة بلسما يمسح الآلام والأحزان وعرفت كيف يكتمل النبل في النفس الإنسانية المؤمنة بربها الراضية عنه وعن قضائه وقدره وقد ظل أيمن في تساميه إلى أن انتهت المحنة فخرج منها حافظا من حفاظ كتاب الله و داعيا الى الله عزوجل خرج مع جيل طاهر مثله فلم يفكرهو أوصحبه في الثآر ممن ظلمهم بل فكر أيمن في أن يغرس الخيروالبر في ربوع وطنه الذي ضاق به وعليه فلم يجد فيه فرصة للعيش الكريم فجهز أوراقه وسافر إلى أرض الغربة في الكويت حاملا همه وهمته ومهمته فقد سافركمحفظ للقرآن وهناك أبتلي أيمن في غربته مع بلاء الغربة ببلاء المرض اللعين وظل يكابد في غربته آلامه ويجتر أحزانه ويعاني ويصارع من أجل لقمة العيش ولكن المرض كان قد استشرى في جسده حتى أقعده عن الحركة ــ ويا لهف نفسي أقعد عن الحركة منملأ الدنيا نشاطا وحركة ــ هنالك فكرأيمن في العودة من غربته فعاد إلى بلده ليموت هنا على أرض وطنه.
ذلك الوطن الذي أحبه أيمن من كل قلبه وامتلأت بهواه نفسه المؤمنةالطاهرة عاد أيمن إلى وطنه ليضمه جسدا هامدا بعد أن عجز عن ضمه شابا متدفقا بالحركة والعطاء ولم يطل استقال الوطن للحبيب العائد ولم يمهله المهلة الكافية لبث لواعج الشوق والحنين ولم يصغ إلى عتابه الحاني الرقيق.
فقد رحل أيمن سريعا سريعا وقد ترجل الفارس النبيل عن جواد سيره في الحياة بعد رحلة بلاءات طالت فمن سجن طويل وأسر مرير إلى غربة قاسية وضيق عيش و مرض خبيث رحل أيمن ولكن ذكره لم يرحل وسيرته لم تمح وابتسامته العذبة ما زالت مرسومة في قلوبنا وما زلنا نحسبه من أهل الصبر والرضا وقد ودعنا أيمن وداعه الأخير راحلاً عن دنيانا مساء الأربعاء بعد أن ثقل عليه المرض فرحمك الله يا أيمن فكم أبكانا رحيلك ولكنا لا نملك إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم ارحمه رحمة واسعة وتقبله عندك في الصالحين يا رب العالمين اللهم اربط على قلب أهله وأخوانه وأحبابه برباط الصبر والإيمان واليقين.