القائمة إغلاق

(40)الداعية كالأم المشفقة

 

بقدر صدق الداعية في دعوته يكون إشفاقه على الناس وحرصه على هدايتهم وحُزنه على ضلالهم وبُعدهم عن طريق الله..فهو كالأم لولدها تبذل حياتها لما فيه صلاحه وسعادته..وتنفطر حزناً إذا أصابه عطبٌ أو فساد.

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الدعاة رحمةً وأشدهم إشفاقاً..

فقد كان يحزن على قومه حزناً شديداً يكاد يقتله بسبب كفرهم وعدم إيمانهم..

يقول تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم “ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ”

وقد ظل سبحانه يواسيه في شأنهم ويخفف عليه حزنه عليهم يقول تعالى” وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ”..ويقول” وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ”.

وانظر إلى حرصه الشديد على هداية الناس وهو يضرب لنفسه ولهم مثلاً يقول صلى الله عليه وسلم”مثلي ومثلكم كمثلِ رجلٍ أوقد ناراً فجعل الجنادب واالفراش يقعْن فيها وهو يذبهن عنها وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي”رواه مسلم..وانظر إلى كلمة “تفلتون” وما تدل عليه من حرصه صلى الله عليه وسلم على هؤلاء الذين يسيرون في طريق العذاب.

أخي الداعية إن الدعوة التي تحملها دعوةٌ تُنجي من عذاب أليم ..وتبلغ إلى نعيم مقيم..وليست مجرد راية فكرية,ولا نظرية حياتية..فاقدر لها قدرها وقم لها بحقها..حتى تعلم حقيقة مهمتك أنها الرحمة بالخلائق,والإشفاق عليهم.

فافرح لمن يهتدي,لأن ذلك سينجيه بإذن الله من النار ويدخله الجنة,واحزن على من لا يستجيب إشفاقاً عليه أن يكون من أهل النار.

ألم تر إلى فرحة النبي صلى الله عليه وسلم حين دعا الغلام اليهودي إلى التوحيد عند احتضاره,فلما أسلم ومات على الإسلام قال النبي صلى الله عليه وسلم “الحمد لله الذي أنقذه بي من النار”.

والله إنه لأمر عظيم.فكن أخي الداعية رحيماً شفوقاً مقتدياً بنبيك صلى الله عليه وسلم الذي خاطبه ربه بقوله” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”.

التعليقات

موضوعات ذات صلة